واحة القطيف في ذمة الله
(جيزي بارك) هو اسم للحديقة التي أثارت ضجة كبيرة في تركيا ، وسبب هذه الضجة هو مشروع تحويل هذه الحديقة إلى مركز ثقافي وتجاري.
حديقة جيزي هي حديقة تاريخية تقع في ساحة اسمها (تقسيم) وهي تقع في اسطنبول، وتم إنشاء هذه الحديقة بأهدافها الترفيهية الحالية عام 1943 أي أن عمرها 70 عاماً ،وهذه كانت بداية السخط على القرار بإلغائها.
كما أن الحديقة تكسب قيمة تاريخية أخرى ، حيث أنها مقامة على أراضي معسكرات الجيش العثماني التي بدأت في تلك المنطقة في عام 1806.
البعض يرى أن وجود مجمع تجاري مكان هذه الحديقة -التي يوجد مثلها الكثير في تركيا- هو أمر عائد بالمنفعة على الشعب عامة،فما الضرر من ذلك؟ ، وإن كان لها تاريخ عريق.
للأسف هذا رأينا نحن ، الذي يعكس أسباب واقعنا المرير ، فلا التاريخ له شأن لدينا نحن العرب أهل التاريخ ، ولا الطبيعة -التي نبحث عنها هنا وهناك – بتنا نحافظ عليها ونحن أبناؤها.. فأرضنا قطيف المحبة صنفت قبل سنوات ضمن أفضل عشر واحات طبيعية وذلك لانتشار الرقعة الزراعية وكثرة العيون الجوفية بها , ولكن خلال الثلاثين سنة الماضية فقدت الكثير من نضارتها فانحصرت الرقعة الزراعية إلى أقل من 70% مما كانت عليه.
عندما تتحدث مع من عاصروا تلك الحقبة وهو يصف واحة القطيف يُخيل إليك بأنه يصف جنةً من جنان الأرض , وعند تأملك لأرشيف الصور القديمة فإنك لن تصدق عينيك ،فأين كانت هذه الواحة النضرة وكيف صارت , هل استسلمت طوعاً أم أُجبرت قسراً على وأد نخيلاتها؟ ، و هل أُجبرت على قذف ما في رحمها من بذورٍ كانت أملاً في استمرار سلالات النباتات المختلفة لتصبح أرضاً بوراً بعد أن كانت حضارةً تضاهي الكثير من حضارات العالم عبر الزمن؟.
تعددت الأسباب والموت واحد. يقول الشاعر القطيفي بدر الشبيب راثياً تلك النخيلات: وأخيراً سقطتْ آخرُ نخلة...
طبعتْ فوق جبينِ الأرضِ قُبلة...
ودعتُها ...
لم تقلْ شيئاً...
وهل تحضرُ عند الموتِ جُملة!