القطيف ونزف الزمن الحاضر
للقطيف حكاية عشقٍ قديمةٍ مع الطبيعة توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل وذلك نظراً لموقعها الاستراتيجي، فما بين بحرٍ ونخيلٍ باسقات عاش القطيفي "حكاية ارتباطٍ" مع معالمٍ لواحةٍ خضراء اعتاد سكانها أن يعزفوا سيمفونية الحب فيها منذ ما يقارب الــ 5000 عاماً.
وعلى حين غفلةٍ، امتدت يد الإهمال لتطلق سهم التدمير على المنظومة البيئية والمساحات الطبيعية لتصبح على شفا جرف هارٍ من التجرد والانحسار.
قبل ثلاثين عاماً، كان الاخضرار مشوباً بالزرقة، يتغنى الأهالي بخرير المياه ويستظلون بفيء الأشجار.
واليوم..! تسقط " دمعة حنينٍ " تلقيها مقل أعين أجدادنا حينما يعود شريط الذكريات بهم نحو سنينٍ حملت معها ذكرى طفولةٍ ماضية وابتسامة صادقة نحو هذه البيئة التي تجردت من غطائها النباتي وفقدت شاطئها البحري.
تصحرت هذه الأرض بعد إن كانت واحة، وتم اكتساح أشجار القرم فيها ودمرت ثرواتها الطبيعية من نخيلٍ وعيونٍ ومساحاتٍ عشبية – وللأسف – كل ذلك، وسط صمتٍ موجع من الجهات الأهلية والرسمية ولم يتم اتخاذ أي ردود أفعال اتجاه هذه الجنة التي أحيلت بساتينها لصحاري.
فـ هل لهذه الأرض بعد القحط من ارتواء؟!