عبير الغدير
اقرأ للكاتب أيضاً
اقرأ أيضاً
أذكى عبيرُك بالفؤادِ شواهدا أعطتكَ قافلةُ الزمانِ زمامها فنشرت طيبك من عبائةِ أحمدٍ وتحيرت في كنه معناك الذي أثريت ساحتهُ الوجود ملاحماً وسقَيت صحراء الضَّمير ولم تزل جُمِعت شتائِتُ كُلِ فضلٍ عندهُ نبعٌ حوى من لطفِ ربك ماحوى تلك المكارمُ ما زُرِعن بتربةٍ يوم الغديرِ وأي ذكرى مُثِّلت كفٌ علت يوم الغدير بكفِّهِ قد جاء وحيُ الله فيه منَزَّلاً هذا أميرُ المؤمنين خليفتي من كنتُ مولاه عليُ وليهُ فتكاملَ الدينُ الحنيفُ بِرُكنِهِ كم بايعتك أكُفُ من قد غيَّروا يا أيها النبأُ العظيم مكانُهُ إبسط يديك وإن تباعَد بُعدُنا فلعلَّنا رُغم الزمان نطُولُها يامُعجزَ الألباب فيك تَحيَّرُوا عِلمٌ وحُكمُ للفصاحة مَنبعٌ ما قرَّب التاريخُ وصفَك جاهداً نَفسٌ حوت عُمق الزمانِ ولم تَزل تاجُ الخلافةِ فوق هامةِ حيدرٍ والدينُ لا يبنَى بفلتَِة عابثٍ |
وأضاء في ليل الظلامِ فراقِدا لتديرها ملئ الوجود محامِدا فملئت منه مساجداً ومعابدا ألهى بعنصُرِهِ الفريد فرائِدا آياتُها تبقي المخلَّد خالدا تَسقيه من فيضِ المكارم بارِدا فتكاملت حتى استطارت واحدا فتزاحمت فيه الصفاتُ شوارِدا إلا وكنت لها بعزمك حاصدا حَمَلت بطياتِ الزمانِ مقاصِدا فتطاولت أعناقُ كلٍ شاهدا بلِّغ وإلا لم تبلِّغها إذا وبه قضى ربُ البريةِ قائدا وعلا بها صوتُ النبوة صاعِدا وبنى على هذا الأساسِ قواعِدا راحوا بها نكثاً لأبعدها مَدى ترنوا لموضعِهِ النجوم مَقاعِدا إنا مددنا بالولاءِ سواعِدا ونعيد نجم الحقِ فينا صاعِدا إذ كنتَ في كل الميادِن رائِدا وبوسط ساحاتِ المعارِك صائِدا إلا وزدنا مِثل ذاك تباعُدا أعماقُها تُجرِي الجميلَ روافِدا بادٍ وإن عَلَتِ المُلوكُ وسائِدا إذ كان نصُ بالكتابِ لنا بدا |