جامعة يا وطن
#جامعة يا #وطن
عندما تعامل أبناءك معاملة غير عادلة، فتغدق على بعضهم دون حساب، وتضيق على البعض الآخر محاسبا إياهم بمداقة واستقصاء. أقول: عندما تفعل ذلك دون أي مبررات موضوعية تسوغ التمييز في المعاملة، فإن من غير المنطقي أن تتوقع من المضيَّق عليهم أن يشعروا أنهم والآخرين شركاء في أب واحد، حتى لو ألقيت عليهم دروسا يومية عن الأبوة العادلة. فالمسألة ليست فيما تقول، وإنما فيما تفعل.
مثال الأب هنا ينطبق على الوطن أيضا. إذ إن لازم مقولة (الوطن للجميع) أن يكون كل أبناء الوطن شركاء متساوين فيه، لهم نفس الحقوق، وعليهم نفس الواجبات. وهذا الأمر يحتاج إلى تجسيد عملي على أرض الواقع، بحيث يشعر كل مواطن أنه وأخاه الآخر شريكان في المواطنة التامة، ليس بينهما أي تمايز فيها.
من بين أبرز التجليات لذلك، والتي يلمسها كافة المواطنين، المساواة في الخدمات المقدمة لهم، وبالذات في قطاع الصحة والتعليم والإسكان والبنية التحتية. فهذه القطاعات مسيسة الصلة بالمواطن، وبالتالي فهي ذات حساسية بالغة في إشعاره بالمواطنة المتكافئة.
- الحجم السكاني
- حجم المجتمع الطلابي
- الموقع الجغرافي
- مدى توفر التعليم العالي الأهلي
- احتياج سوق العمل
وعند تطبيق هذه المعايير الخمسة واحدا واحدا على محافظة القطيف، وهو ما فعله بعض المهتمين في مجموعة قطيف الغد ضمن دراسة علمية متكاملة، وجدوا أن القطيف تستحق بجدارة منذ زمن إنشاء جامعة فيها، ولكنها ما زالت حتى اليوم تنتظر من المسؤولين اتخاذ القرار ومباشرة التنفيذ، ولا ندري متى سيحين الموعد المرتقب الذي نرجو أن لا يكون بعيدا جدا، أو لا يأتي كلَيل الصب في قصيدة الحصري القيرواني، أي من غير غد.
لذا فإن التساؤل مشروع جدا عن سبب عدم إنشاء جامعة في القطيف أسوة بأخواتها المحافَظات من نفس الفئة، على الرغم من تقدمها في النقاط على كثير منها بحسب المعايير المذكورة. وهو ما سنفصله في مقال لاحق بإذن الله.
نأمل أن يصغي الوطن لنداء هذه المحافظة لما تمثله من بعد اقتصادي واجتماعي وثقافي وإنساني وتاريخي، ولانطباق المعايير المتبعة في هذا الشأن عليها.
كما نأمل أن لا نقول يوما ما قاله الزعيم المصري سعد زغلول وهو على فراش الموت لزوجته صفية: "شدي اللحاف يا صفية (أو - غطيني يا صفية)... مفيش فايدة."