رأيت في بلاد الكفار
بلاد عجيبة وساحرة، جميلة بطبيعتها وراقية ببساطتها.. شقراء شهوانية مغرية.. تنثر مفتاتها في كل ناحية.. شهرتها تكمن في زهورها،، وأشياء أخرى! تلك هي هولندا أو «مملكة الأراضي المنخفضة»..
أعلم شخصيا أن أسلوب المقارنة بين الشرق والغرب، بين العرب و«الخواجات»، أو بين المسلمين وغيرهم بات مستهلكا ودارجا خصوصا بين من يعيش من العرب والمسلمين في بلاد المهجر لأي سبب كان، لكن لا أجد ضيرا في استعراض بعض الفروقات التي لمحتها وألمحها كل يوم؛ إثراء لجهود من سبقني في تناول مثل هذه المواضيع وكذلك لتسليط الضوء على أشياء قد تكون جديدة، ولإيماني العميق والراسخ بأنه علينا مهما علونا أو كبرنا أو امتلكنا من الخبرة أن نتطلع على تجارب الآخرين ونستخلص منها العبر والفوائد لتغيير واقعنا الثقافي والإجتماعي ونقده بصورة إصلاحية وليس تذمرية.
شهر قضيته حتى الآن في بلاد الزهور وبالتأكيد لمحت الفوارق الحضارية بينها وبين الوطن، حيث كانت هذه الفوارق تتمثل في جميع النواحي الإجتماعية والاقتصادية وإلخ... ومن أول ما لحظته وشد انتباهي هي وسائل المواصلات حيث الإعتماد الأكبر على الدراجات الهوائية لكافة الأعمار والطبقات، فلا تستغرب في هولندا حين ترى عجوزا أو مسنا يركب الدراجة الهوائية، وكما أنه قد تعتمد عائلة بأكملها على الدراجة للتنقل وقضاء حاجيات الأسرة المختلفة وحتى التنزه برفقة الأطفال.
هل خطر ببالك يوما أن تنقل أثاثك بواسطة دراجة هوائية؟؟! لا أعتقد ذلك..
توفر شركة ايكيا السويدية المشهورة دراجات للتأجير مخصصة للزبائن كي ينقلوا البضائع التي اشتروها إلى منازلهم. تقوم الدراجة الهوائية في هولندا مقام السيارة بل تتوفق عليها فهي أسرع وأوفر وآقل تأثيرا على البيئة، كما أن استخدام الدراجة الهوائية يعد من أفضل الرياضات مما يعني أنها عادة صحية. ومن الأسباب التي تجعل الدراجة الهوائية وسيلة النقل الأكثر رواجا في مملكة هولندا بل وسيلة النقل الأساسية لغالبية المواطنين هو غلاء أسعار الوقود بالدرجة الأولى والضرائب المفروضة على ملاك السيارات إضافة إلى تكاليف التأمين وتكلفة المواقف. وكما ساهمت أنظمة المرور في تسهيل قيادة الدراجات من خلال وجود مسارات مخصصة للدراجات فقط.
كانت هذه أولى اللمحات والأفكار التي تسربت إلي من خلال ما رأيت في «بلاد الكفار»!! وربما يكون لها تتمة...