ماذا تحمل حقائبهم المدرسية؟!
- هل جربت يوماً أن تحمل فوق كتفيك جدرانٍ مبنيةٍ من طوبٍ وأسمنت مسلح!!
- هل حاولت أن تمشي وفوق ظهركِ جبلٍ بكل مايحمل من ثقل!!
- هل حاولت أن تجر قافلةٍ من شاحناتٍ كبيرة بحبلٍ ضعيف!!
إن كنت أباً لطلابٍ مدرسيين فأنت قد جربت كل ماسبق بل وأكثر.
مدارسنا تلك اللتي قد أقفلت أبوابها منذ أسبوعين تقريباً ستعود بعد أيامٍ قلائل لتفتح أبوابها مشرعةً دفتي تلك الأبواب على طلباتها الغير منتهية.
مذكرات.. كراسات تمرين.. ملفات.. أوراق للطباعة والكثير الكثير مما لايمكننا حصره.
لو سُئلنا عن نوع الدراسة في مملكتنا الحبيبة سنجيب « الدراسة مجانية ».. ولكن لو راجعنا طلبات المدارس سنجد أن بعض المدرسات والمدرسين جعلوا من الدراسة شبه بعيدةٍ عن المجانية.
تعودنا في طفولتنا أن أقصى الطلبات بخلاف الأقلام مجرد ألوانٍ خشبية.
و اليوم حين كبرنا أصبح أقصى أحلامنا أن تتوقف الطلبات عند طلبات التربية الفنية بجميع أشكالها.
بل وتجاوزنا طلبات الكتابة والرسم إلى بدعٍ جديدة اسمها «الاحتفالات» حفل لليوم الوطني.. حفل بيوم المعلم.. يوم الجدة وحفل التخرج والأباء المساكين يلهثون وراء تلك تنفيذ مايطلب من صغيراتهم.
و ليتنا نقف عند مجرد الطلبات العجيبة الغريبة بل أنت تجد أن الدراسة تدهور أسلوب العطاء فيها فالمدرسات أغلبهن وخصوصاً مدرسات المرحلة الإبتدائية تجدهن يدخلن للحصص متململات وبعضهن غير قديرات على إعطاء المنهج حقه.
ثم لنأتي إلى كيفية التعامل مع بنات الفصول الدنيا.. تلكن الصغيرات في أعمارهن وأحجامهن في آنٍ معاً سنجد أن المدارس بحاجة للتوجية في كيفية احتواء تلكن الزهرات ناهيك عن وجباتهن في وقت الفسحة فبالإضافة إلى أن الوجبات لا تناسب طعاماً صباحياً إلا أن وقت الخروج غير كافي لطفلاتٍ لا يجدن التدافع والمزاحمة نظراً لصغرهن كما أسلفت.. وفي السؤال بينك وبين نفسك تتساءل هل عجزت المدارس عن تخصيص وقت لفسحة الفصول الدنيا قبل بقية الفصول بخمس دقائق؟!!
أنت حين تنظم أوضاع تلك المدارس داخلك ستجد الأمر يحتاج تدقيق بسيط وتخطيط منظم ولكنك حين تستيقظ من تنظيمك ستجد أن المنفذين مجرد مسميات وألقاب تابعة لوزارة التعليم دون أداءٍ حقيقي لوظائفهن.
بعد كل هذا هل عرفتم كيف هو ثقل الجبال؟!!
أظنكم تؤمنون معي أحبتي الأباء بأنه أخف حملاً من حمل مدارس أطفالنا.