رؤيـــــة
أقول بأن الخارطة الذهنية لأي شخص لا تستحق أن تُشغل إلا بما هو نافع.
قد تكون نظرتي اقتصادية بحتة، لكنها في نفس الوقت واقعية، وأبعد عن الرومانسية والتهيّؤات.
الحاذق لا يدخل في حرب خاسرة وهو يعلم بخسارتها سلفاً.
و إن سوّلت له نفسه الإقدام على ذلك، عليه أن يكبَح جِماحها ويروّضها بضراوة. فهناك بعض الطرق التي لا خط رجعة لها.
الحاذق أيضاً من يستفد من تجارب غيره، ولا ينتظر حتى يخوض غمار التجربة بنفسه، حتى يقول: «اكتسبت واستفدت وتعلّمت».
فقد تقودك قدماك إلى حقل أخضر، وتكتشف لاحقاً أنه حقل ألغام. وما خضرته إلا فخٌّ أسَرَ قلبك، وخدّر عقلك.
المتعلّم من تجاربه الشخصية خبرته أعمق، لكن المتعلّم من تجارب غيره وصوله أسرع.
للأسف، أقول للأسف، لا نمتلك ما تُسمى بـ «آلة الزمن» حتى نسافر للوراء، ونُصلح ما يمكن إصلاحه، ونُنقذ ما يمكن انقاذه، ونترك بعض الرتوش التجميلية على ما شوّهه الزمن.
صدقوني يا رفقتي إن قلت لكم أنَّ العمر قصير. مهما طال به الأمد فهو قصير جداً. وإذا أردنا أن نتيقّن من ذلك، فلنشاهد فيلماً سينمائياً يتناول حياة أحدهم مُذّ أن سقط رأسه على هذه البسيطة وحتى مواراة جسده الثرى.
مهما طالت مدّة هذا الفلم، فإنها لن تتجاوز الساعة أو الساعتين، وهي اختزال لمسيرة حياة بطل شجاع أو مفكّر عظيم أو قائد هُمَام. أضفى على العالم شيئاً غيّره للأبد، فاستحق من هذا العالم تخليده في ساعة أو ساعتين على الأكثر..!!
العمر قصير، والحياة واحدة، فلا مجال للإسراف في الوقت، والبذخ في التجارب الغير مدروسة، فليس هناك إعادة. وحسب.