بين الهوية والقانون.. مطالبات بالتجريم ضد الكراهية
أصيب من أصيب واستشهد من استشهد في الحادثة الثانية التي تستهدف الشيعة فيها في هذه السنة، أستشهد فيها خيار هذا البلد من أطفال وشباب وأباء. رحمهم الله جميعاً
قبل أن تُكمل هنا ملاحظة: لا أحاول تقديم حل أو تفسير نهائي فهنالك أوجه متعددة للحدث وهنالك تفسيرات كثيرة، بعضها واقعي وبعضها غير واقعي.
السعوديون والهويات الفرعية.
أنا من الطائفة الفلانية وأنت من القبيلة الفلانية. يقول د. فؤاد ابراهيم أن في السعودية الثقافات الفرعية والروابط التقليدية هي محفزات على الانتماء إلى الهويات الخاصة، وبحسب د. توفيق السيف أن أبرز الإشكالات التي تواجه الهوية الجامعة هو القلق على مصير الهويات الاخرى.
إذاً موضوع الهوية الجامعة في السعودية لم يتم بلورته بالشكل المطلوب الذي من مهامه معالجة موضوع التمييز بحيث تكون الهوية الجامعة حاضنه لجميع الهويات الفرعية وتصبح هذه الهويات أمرًا وهمًا ثانوي. التمسك بالتقاليد والهويات الفرعية خوفاً على مكانتها الطبيعية هو الذي يشعر الناس بالقلق حيال ما سيصلون إليه بعد التضحية، وبالتالي فسوف يتم التمسك بها خوفاً عليها. المواطنة كحل لهذه المعضلة. يذكر د. توفيق السيف في هذا السياق أن «تبني المجتمع السياسي لمبدأ لمواطنة... هو الخطوة الأولى لتشكيل الهوية الوطنية». إذاً الخطوة الأولى هي التحول من شاعرية الوطن إلى تبني المبدأ القانوني الذي يوضح فيه أن الجميع شركاء في الوطن ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وأنهم سواسية لا قبيلة فوق قبيلة ولا طائفة فوق طائفة، فبالتي فإنه لا خوف على أي هوية من الهويات الفرعية سواء كانت دينية أو عرقية أو قبلية، كل الهويات محفوظة بالحاضنة الأساسية.
الشيعة وقانون تجريم الطائفية.
مطالبات عدة قام برفعها السعوديون بوجود قانون بتجريم الكراهية. الشيعة طالبوا الدولة بهذا القانون أكثر من غيرهم - أنظر نص وثيقة شركاء في الوطن -، إذ أن هذا الأمر يعتبر من الأزمات التي يعيشها أي شيعي في السعودية، وذلك في ظل التمييز الذي يتعرض له الشيعة، نرى كل يوم خطابات تحريضية ضد الشيعة وتتهمهم بالعمالة وعدم الوطنية والخروج عن الإسلام.
سلطة القانون هي الحل. إن ايمان الناس بالمطالبة بقانون يجرم الكراهية والتحريض نابع عن عدم ثقة وفقدان أمل الناس بالمبادرات التي حصلت تحت عنوان الانفتاح على الآخر، إذ أن هذه المبادرات كانت على مستوى الطبقة الدينية ولم تكن على مستوى الشباب الذي يمثل الأغلبية في السعودية، أيضاً نرى أن التشنجات في العالم الإسلامي في ازدياد خصوصاً بعد الأزمة في العراق وسوريا. الناس اليوم ترى في أن حل مشكلة الطائفية يكون بالعمل السياسي وليس بالدين.