آخر خبر - احدث دراسات - وظايف
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ صدق الله العلي العظيم
[الجزء: ٢٦ | الحجرات «٤٩» | الآية: ٦]
ركز الفرد منّا في مجتمعاتنا على جزئية ﴿إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ من الأية في فحص وتبيّن الاخبار كمثل ولو لم يكن حامل الخبر فاسقاً، انطلاقاً من المجالس الشعبية والشبابية مروراً بمنابر التواصل الاجتماعي من تويتر وفيس بوك الى واتس اب واخواته دأب الكثير من الأفراد على نشر كل ماهبّ ودبّ من أخبار بغض النظر عن صحة الخبر او مصدره، الكثير من المتحدثين الذين يُحذَّرون من نشر الاخبار المزيفة والإشاعات حتى تخصص متخصصون في نفي الإشاعات والمتداولات فأشغل بعضهم الدوائر الحكومية والجهات الرسمية في التصدي لهذه الظاهرة المتفشية في مجتمعاتنا حتى الجدور.
نتذكر قبل فترة من الوقت عندما قام من قام ولم يقعد في الحديث عن حالة الطقس بتنبؤات متفاوتة ونشرتها حتى الصحف والمراصد، واصبحت تلك الفترة الساحة ملعباً لإفتراءات الناس، قامت عندها الجهة الحكومية بإصدار قرارات تتوعد العامه من غير الجهات الرسمية بالتنبئ عن حالة الطقس ولكن هيهات ان تهدأ الساحة فلم تُحتوى هذه الظاهره بل تفشت بشكل غير معقول، اشاعات عن قرارات حكومية جذرية وتعيين وزراء وفصل مدراء، أخبار عن علاجات لامراض مزمنة ومستعصية بنبتات وأعشاب، دراسات اجنبية عن التخلص من «الكرش» عن طريق شرب الماء الدافئ الى دراسات امريكية عن عن خطر علب ماء الشرب البلاستيكية وموت الماء المعلب ولا ننسى اشعة كوزمو التي يفيض بها الفيس بوك والواتسب كل ستة اشهر، حتى التوعد بالمحاسبة والملاحقة القانونية في بعض المجالات لم تفد ولم تكبح هذه الظاهرة التي في بعض المجالات قد ننسى انها تسبب الضرر والالم في بعض الاخبار.
لحل هذه العقدة والتخلص من هذه الظاهرة نحتاج جميعاً أن نخطوا خطوة إضافية للتحضر وأن نرتقي في نشر الاخبار والنصائح، فلربما تكون أنت ايها الكاتب المحترم في الفيس بوك تنقل نصائح زوجية تفسد فيها زواجي وأنت لاتدري، ربما ايها الصديق العزيز في الواتسب تنقل دراسات ودعوات ل شرب مناقيع أعشاب لاقوم بإتباعها فتطرحني على فراشي وانت لا تدري، فعلينا اولاً أن نعمل كـ يد واحدة للتريث في نقل او إذاعة أيّ مادة قد ننشرها عن طريق اي منبر:
- البحث عن المصدر، فكم من خبر مغلوط نُشر على موقع فقط لزيادة عدد الزوار او نشر اشاعات لأجندات دعائية، الاخبار الحكومية كلها متوفرة على مواقع الإنترنت للجهة الختصة بالخبر، الشركات تعلن عن حاجاتها للموظفين عن طريق قنوات معينة ولا تستخدم ارقام جوال، اسماء الجهات اصحاب الدراسات العلمية المعترف بها تنشر دراساتها على مواقعها الرسمية.
- التأكد من الصحة، فكم من خبر مغلوط نشر لغرابتها رغم عدم صحته، الدراسات العلمية تعتبر هكذا حتى لو لم يتم تجربتها فعلياً فلو قام طالب ببحث مدرسي او جامعي وطرح فيه نظرية ما فهذه دراسة، التجارب الطبية تبدأ بالفئران والخنازير وتحتاج مسار طويل قبل بدأها على البشر واعتبارها طبياً قد يطول لعشرات السنين.
- التريث في النشر، فكم من أب تلقى خبر وفاة ابنه فجأة وهو يعمل بعيداً عن مدينته، الاخبار الحزينة خصوصاً ليست سبق صحفي ستنال ترقية عليه، تريث في ارسال رسالة فلان اصيب في حادث سير لمجموعة الواتسب فقد يكون اخوه في المجموعة وهو مسافر بالسيارة فتتسبب في حادث آخر.
- النصح اختصاص، لا تجربة. عند تجربتك الشاي الاخضر يختفي صداعك لا يعني هذا أن الشي الاخضر علاج للصداع فقد تكون صدفة غريبة فقد يكون تخفيف توترك علاجك او الاستراحة او اي شيء اخر قمت به، الصداع انواع كثيره ومسبباته عادات واسباب أكثر فإختفاء صداعك قد لا يكون له علاقة في علاجه.
«الي يزيد عن حده ينقلب ضده» بعض الخضار والاعشاب مفيدة جداً ولكن الاكثار المبالغ بالتأكيد يضر لا ينفع، بعض الاخبار العجيبة كخبر عاجل عن سحب حقيبه وزارية من وزير التجارة واعطائها لطبيب بيطري غير معقوله. والفرص المستحيلة كاعلان وظيفي عن وظيفة حارس امني بدوام اربع ساعات وراتب ٩٥٠٠
فالتعقل والتحضر، والتاكد والتريث سبيل لاختفاء هذه الظاهره المؤذية.