القردة وتأليف الكتب!
سأل أحد زبائن المكتبات مالكها: هل سمعت بتلك المقولة أنك إن منحت ألف قرد ألف آلة كاتبة، فإنهم في نهاية المطاف سوف يكتبون شيئًا رائعًا؟ فردت عليه بائعة الكتب: نعم. فقال: حسنًا، هل لديكم أي كتب من تأليف أولئك القردة؟
لا أتصور مدى الصدمة التي أصابت مالك المكتبة، لكن ماذا ستكون ردة فعلك أنت لو كنت صاحب مكتبة وسألك أحد الزبائن عن كتاب لونه أخضر ونشر في ستينات القرن الماضي دون أن يخبرك بعنوانه أو اسم مؤلفه؟ أو زبون ثان يطلب كتابا بنفس اللون الذي يماثل لون ورق التغليف الذي اشتراه! أو ثالث احتج على بائعة الكتب بأنه لا يوجد لديها كتب جيدة، وعندما قالت له بأن لديها أكثر من عشرة آلاف كتاب في المتجر، رد عليها وهو خارج: ولكنكم لا تملكون الكتاب الذي قمت بتأليفه!
هذه مجرد نماذج لمواقف حصلت لبعض أصحاب المكتبات في بريطانيا وهي جزء من عشرات المواقف الطريفة التي ذكرت في كتاب ألفته الكاتبة الإنجليزية جين كامبل Jen Campbell «وهي أيضا شاعرة وكاتبة قصص قصيرة»، وترجمه محمد الضبع ثم صدر عن دار كلمات للنشر والتوزيع عام 2017م.
ومن المواقف الأخرى التي ذكرتها كامبل زبون يتحدث إلى صديقه: على ماذا يحتوي قسم ”النقد الأدبي“؟ هل يحتوي على كتب يشتكي أصحابها من كتب أخرى؟
ومن أغرب المواقف زبون جاء سائلا عن كتب ستيفن برونك ولما لم تتعرف البائعة على الكاتب سألته بأنها لا تعرف مؤلفا بهذا الاسم فرد عليها إنه لا يعلم إن كان هناك مؤلف بهذا الاسم أصلا، بل هو اسمه هو «أي الزبون» وقال بأنه دائما ما يذهب إلى متاجر الكتب كي يسأل عن هذا الاسم كي يشتري كتبه لكي يخبر الناس بأنه هو مؤلف هذه الكتب حتى يحظى بإعجابهم!
وذكر الكتاب قصة زبون كان يحتج على وضع الكتب الدينية إلى جانب الكتب الإلحادية وكأنه بذلك يعتقد بأن للكتب أرواحا تشعر بالكتب التي بجوارها، وزبون آخر يشبهه أعاد كتابا كان يريد شرائه لأنه سمع البائعة تقول لزبون آخر بأن كتب المثليين موضوعة إلى جانب هذا الكتاب الذي أراد شراءه وذلك لاعتقاده بأن الكتاب قد تلوث من هذه الكتب.
وزبون يشتكي من أنه حزين لأن صفحات الكتاب لا تحتوي على صور، بينما يعتاد الإنسان على الصور الجميلة في الكتب عندما يكون طفلا، ثم فجأة تختفي جميع الصور، فأجابته:.. نعم إنه عالم قاس.
وآخر يعرض على البائعة إحضار عارضات أزياء إلى متجر الكتب ووضعهن على الأرض وتغطيتهن بالكتب أو جعلهن يستلقين على الأرفف سائلا إياها: أتظنين أن الزبائن سيمانعون؟ وأغرب منه شخص يبحث عن كتاب بحجم معين يغطي مساحة فارغة في رف الكتب في منزله وعندما سألته بائعة الكتب عن نوع الكتاب الذي يفضله أجاب: لا يهمني نوعه طالما أن حجمه مناسب.
وأخيرا حضر فتى صغير مع والديه وكان يرغب في اقتناء كتاب فاستأذن أمه التي طلبت منه أن يستشير أباه إن كان يسمح، فذهب إلى أبيه وقال له: أبي! أمي تقول إنك إن لم تشتر لي هذا الكتاب، فإنك سوف تنام وحيدا هذه الليلة.