الكتب.. جوائز للناجحين
أسعدتني مبادرة أحد أصدقائي الذي أخبرني بأنه سوف يقدم كتابي «لياقة القراءة» جائزةً للمتفوقين من طلابه في نهاية العام الدراسي الحالي.
ليس لأنه كتابي بل لأنه تقليد حضاري بأن تصبح الكتب هدية يتداولها الناس في مختلف المناسبات، فذلك يبعث برسالة إليهم حول أهمية الكتاب في حياتنا، بل وفي مستقبلنا. ولا نريد هنا أن نقلل من أهمية الأمور الأخرى التي يتهادها الناس، لكن لأننا نحن المجتمعات العربية بعيدون عن الصدارة في مجال القراءة، فإننا بحاجة إلى المبالغة الكبيرة في الاهتمام بالكتب، وذلك من أجل الوصول إلى حالة من التوازن في هذا المجال، وإعادة الاعتبار إلى الكتب والمكتبات في أوساط الجيل الجديد.
لماذا لا نوسع مدى التهادي بالكتب بحيث تدخل في جميع مناسباتنا؟ حتى أطفالنا نحتاج إلى أن نبادر إلى إهدائهم الكتب المناسبة لهم في مناسبات نجاحهم أو أعياد ميلادهم، بل نحتاج إلى القيام بذلك لمختلف الأعمار والفئات والشرائح الاجتماعية حتى تتحول إلى ما يشبه الظاهرة.
أتذكر أنني كنت برفقة أحد أساتذتي قبل أكثر من ثلاثين عامًا لزيارة أحد المرضى المنومين، وكان يعاني من حالة اكتئاب حاد، حيث أبهجتني مبادرته بإهدائه كتابًا فكاهيًّا، وهو ما أسعد ذلك المريض. كما أبهجني صديق آخر قدَّم كتبًا عن العلاقات الزوجية لأحد المتزوجين الجدد.
كل هذه المبادرات النوعية من شأنها أن تكون رافدًا مهمًّا لدعم القراءة في مجتمعات هي أكثر ما تكون بحاجة إليها. فكما نحتاج إلى مؤلفين وكتّاب ودور طباعة ونشر، وإلى مكتبات عامة ومعارض للكتاب وفعاليات ثقافية، فإننا بحاجة أيضًا إلى اكتمال دائرة الاهتمام بعالم الكتاب، وذلك بزيادة تداول الكتاب فيما بيننا في مختلف المناسبات كهدايا.