حلنتوش

آمنة جميل الفرج *

يتابع أخبار الفريق أولاً بأول.. ويحتفظ بأرشيف من صور وفيديو لاعبي الفريق والمباريات التي لعبها.
تجد شعار الفريق في غرفة نومه ولباسه وكمبيوتره وسيارته وجواله، كما وقد حول انشودة الفريق إلى نغمة جواله.وحتى إسمه المستعار هو أحد أسماء لاعبي الفريق. لا تستغرب ـ إذن ـ أن يسمي هذا المهووس أحد ابنائه: "أرسنال"، فقد أراد ان يصل في التعبير عن مشاعر حبه للفريق الى الحد الأقصى.

كان التوجه الرياضي للرجل الذي وصفناه آنفاً، هو مرجعه لإختيار الأسماء. والتوجه الرياضي ليس هو الوحيد لإختيار الأسماء. فهناك التوجه السياسي أيضاً، فما زال بعض القوميين الناصريين يسمي إبنه ناصر وجمال.
تجد نفس الحالة في التوجه الديني كإنتشار إسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم عند عامة المسلمين، ثم تجد بعض الأسماء الخاصة بالمذاهب الإسلامية وإن لم تكن دقيقة ولكن شيوع أسماء معينة في المذهب هي ظاهرة واضحة لنوع المرجعية، كإسم منتظر في المذهب الشيعي وإسم عمر في المذهب السني.
  والجدير بالذكر، فإن إسم النبي الأكرم "محمد" هو الإسم الأوسع إنتشاراً في بريطانيا وقد إحتل المرتبة الأولى وجاء بعده إسم "جاك" و"هاري" حسب الخبر الوارد في جريدة الديلي ميل في الواحد والعشرين من أكتوبر هذا العام، وفي هذا دلالة واضحة على إنتشار الإسلام في بريطانيا.

ان إختيار أسماء محدده، يفسر الطبيعة الإنسانية في التعبير عن إنتمائها وميولها وثقافتها، وهذه الأسماء ما هي الا إنعكاس لما يدور في عقول البشر من أفكار وعقائد وانتماءات.
قد تكون هذهِ الأسماء مدعاةً للسخرية في بعض الأحيان، فمثلاً، كان موظف في دائرة حكومية ينادي بصوت عال "من فقد بطاقة أحواله بإسم مدعوس، يأتي ليأخذها!". ألا يشعر بالإحراج هذا الأخ "مدعوس" او المدعوسة بطاقة أحواله حين يذهب أمام الجماهير في صالة الدائرة الحكومية تلك ليقول: نعم، أنا مدعوس!؟. عموماً.. بعد طول النداء، باح صوت الموظف ولم يجبه أحد.
وتجد إسم آخر عجيب "ماشي حافي ليل نهار" في بعض المجتمعات الصحراوية والتي تتنقل من مكان إلى آخر حيث أن بعض عادات هذه المجتمعات هي تسمية مواليدها حسب أقرب شيء موجود بالقرب من موقع الولادة، دون مراعاة معنى هذا الشيء، وبالطبع هذا لا يعني أن كل الأسماء الصحراوية (البدوية) لا تحمل معان جميلة، مثل شجاع، مزنة .. وغيرها من الأسماء.

على كل حال، فإن جميع الإسماء منتجة من عقل الإنسان وتمثل تعبيراً عن الأفكار التي تلوج في خاطره، وتوصيفا للعالم الذي يعيشه، وهي في أغلب الأحيان تكون إنعكاساً لبيئة الانسان وثقافته وإنتماءه.

ما يدور في بال الرياضي هو ذاك الفريق بكل مشاعر الفوز والخسارة، وما يدور بعقل السياسي هو ذاك الزعيم أو التيار من حلم وإنجازات، وما يدور في بال المتدين هو ذاك الدين وما يمثله من رسالة ونهج.

ياتي الإنسان إلى الدنيا فيختار أهله إسمه دون أن يختاره، وقد يكون الإسم جاهزاً قبل ولادته. إذا لم يحسن  الأهل إختيار أسماء أبنائهم، قد تصبح هذه الأسماء إزعاجاً دائماً لهم حتى يغيروها بأنفسهم أو حتى يقضي الله أجلهم.

طرفة:
يحكى أن أحد الأغبياء قد سمى إبنه "خنزير!" وعندما طلب أحد أصدقائه تغيير الأسم، أجابه الغبي - معللاً : (إنه مذكور بالقرآن!).

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبو ريمه
21 / 11 / 2010م - 11:56 ص
اعجبتني الأسطر الأخيرة
العوامية – السعودية