توم وجيري
تابعنا هذا المسلسل الكرتوني بشغفٍ و براءةٍ أيضاَ دون أن ندرك حجم العنف الذي لم تخل منه أي لقطة ورغم ذلك لم نتأثر به... فلم يكن أهلنا و مجتمعنا يقبلون العنف لأي سبب و كان الجميع يتعاونون في تأديب من يرتكب هذا الجرم.
جيل اليوم يدفع ثمناَ باهظاَ لالتحاقنا بركب العولمة فأبناؤنا يتخيلون أنفسهم جيمس بوند أو جاكي شان و غيرهما من أبطال العنف و القتل اللذين صارا رمزاَ للبطولة فالمجرم القاتل بطل و السينما العربية إمعة للغرب فتاجر المخدرات يحكم جزيرة يصدر منها السموم و يقول جملته الشهيرة " من النهارده ما فيش حكومة أنا الحكومة "و الشرطي الفاسد يتعاون معه ليحصل على مالٍ وفير بدل راتبه الذي لا يسمن و لا يغني وفي النهاية بعد أن يلقى المجرم في السجن نرى نية الانتقام في عيون ولده الصغير الذي يريد أن يصبح كوالده.
اليوم أمست هذه الأفلام واقعاَ نعايشه كل يوم و أبطاله أبناؤنا الذين صار العنف وسيلتهم الوحيدة للتفاهم مع الآخر و نحن نرصد يومياَ خسائر في المال و الأرواح بسبب عنف غير مبرر .
إن ما يحز في النفس أن تكون قريتنا السباقة في إنشاء لجانٍ للتواصل مع الفقراء داخلياَ و خارجياَ و الرأفة بالمرضى و كبار السن والاهتمام بالصائمين و تعليم كتاب الله و غيرها الكثير لكن لم تشكل لجنة لمحاربة العنف الذي بات سمة لمجتمعنا وتأثيرها يطالنا جميعاَ حتى لو لم نكن طرفاَ في القضية. أم الحمام تسمى الآن شيكاغو القطيف وهذا المضحك المبكي.
من تراه يتصدى لهذه المشكلة التي تتضخم يوماَ بعد يوم؟ على من يقع الواجب الشرعي ؟ ألسنا جميعاَ مسئولين عما يحدث ؟ لماذا لا نتكاتف معاَ لحل هذه الأزمة؟
إن توجيه العنف لعملٍ مثمر و مفيد واستثمار الطاقات السلبية إيجابياَ هو أحد أساليب المعالجة فمن اعتادوا الرسم العشوائي على الجدران و المباني العامة وتشويهها يتم توجيههم لتزيين الأماكن العامة برسومٍ جميلة ذات مضمون.
نستطيع تحويل أبناءنا أبطالاَ في عمل الخير و ندعمهم مادياَ و معنوياَ فلا تتباطئوا و لا تتخاذلوا إذ يمكن أن يكون أحدكم هو الضحية التالية للعنف و تذكروا أن يداَ واحدةَ لا تصفق.