القراءة واستراتيجية SQ3R

تعزز هذه الاستراتيجية فهم النصوص بشكل واضح، مع قدرتها على تنظيم المعلومات في الأذهان وتسهيل استرجاعها لاحقًا. وSQ3R هي اختصار للكلمات الإنجليزية «Survey، Question، Read، Recite، Review»، وقد طورها فرانسيس روبنسون من جامعة ولاية أوهايو عام 1946م؛ حيث عدّها نوعًا من القراءة المركزة الذكية. وقد استخدمت في البداية لمساعدة الطلاب في استذكار دروسهم العلمية قبل أن تستخدم للقراءة العامة في كثير من المجالات. فماذا تعني هذه الكلمات؟ وكيف نطبق هذه الاستراتيجية؟

Survey «الاستطلاع أو التصفح»: وتعني أن نقوم باستطلاع عام وسريع للنص «أو مسح عام له» قبل قراءته، أي مطالعة سريعة للعناوين وبدايات الفقرات والكلمات المهمة فيه والجداول والرسومات إن وجدت؛ بهدف الحصول على فكرة عامة عن محتواه، مع تلخيص بسيط لمضمونها في الهامش.

Question «السؤال»: وتعني هذه الخطوة أن نحول العناوين والنقاط المهمة إلى أسئلة تكتب في الهامش، وهو ما يحفز دماغ القارئ ويجعله منخرطًا أكثر في الموضوع الذي يقرأ.

Read «القراءة»: وتعني القراءة مع البحث عن إجابات للأسئلة التي سبق أن طرحت في الخطوة السابقة، إلى جانب كتابة الملاحظات أو وضع إشارات على النصوص الداعمة للأسئلة، مع تعديل الأسئلة بما يتناسب مع الفهم الجديد للموضوع.

Recite «التسميع أو الاستذكار»: كتابة ملخص للأفكار الرئيسية بالأسلوب الذي يفهمه القارئ، وذلك بعد الانتهاء من قراءة كل قسم، أو تكراره بصوت عال، مع الإجابة عن الأسئلة التي كتبت سابقًا؛ لأن من شأن ذلك أن يثبت المعلومات في الذاكرة.

Review «المراجعة»: أي مراجعة الإجابات والملاحظات والإشارات الموضوعة على هوامش الكتاب بعد الانتهاء من القراءة كليًّا، مع محاولة الربط فيما بينها، وتكرار مراجعتها، والتأكد من صحتها، حتى تثبت في دماغ القارئ.

هذه هي الخطوات المطلوبة لتنفيذ هذه الاستراتيجية، لكن هل هي صالحة لجميع المواد القرائية؟ الإجابة ببساطة: لا. فهي تصلح لمختلف أنواع الكتب العادية، العلمية والأكاديمية؛ لكونها تحتوي على هيكلية واضحة مثل الفصول والعناوين والعناوين الفرعية، وتصلح حتى للتقارير والمقالات الصحفية التحليلية، وحتى بعض الوثائق الرسمية وتقارير العمل والمستندات المهنية، لكنها غير صالحة - أو هي أقل ملاءمة - للروايات وبعض الأعمال الإبداعية، مثل القصص والقصص القصيرة، وجميع النصوص التي تركز على الحبكة والشخصيات والسرد والتجارب العاطفية أكثر من الحقائق والمعلومات المنظمة، أو كثير مما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي. نعم يمكن استخدامها في بعض الروايات إن كان الهدف من ذلك إجراء دراسة أو نقد لها، أو تحليل للشخصيات الواردة فيها. كما أن الحاجة إليها أقل في حال قراءة المقالات القصيرة أو في القراءة السريعة. وعمومًا فإن استخدام هذه الاستراتيجية يعتمد على الهدف من القراءة حيث لا تظهر حاجة إليها أبدًا حين يكون هدفها الترفيه وتزجية الوقت، أو من أجل التذوق الأدبي.

ويمكن كذلك تكييف هذه الاستراتيجية بما يتناسب مع بعض النصوص؛ مثل الاقتصار على استطلاع المادة «Survey»، وطرح أسئلة عن بعض جوانبها، أو إلغاء خطوة التسميع «Recite» في بعضها والاكتفاء بتسجيل ملاحظات.

وختامًا فإن هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها في فهم النصوص لدى كثيرين، لكن البعض قد لا يستسيغها، وقد يَعُدها نوعًا من تضييع الوقت، أو أنه ببساطة لا يحتاج إليها بسبب قدرته السريعة على استيعاب النصوص أيًّا كان مستوى صعوبتها.