ثقافة مجتمع
إن الإمانات والبلديات في كل منطقة ومحافظة وكذلك الجهات الأخرى المهتمة في صحة البيئة والصحة العامة من جمعيات ومؤسسات خيرية ومجتمعية، جميعها تقوم مشكورة وعلى مدار السنة ببرامج وندوات توعوية، وحملات تطلقها بكل جهوزية وعناية، تشارك فيها الأعداد الكبيرة من المتطوعين والمتطوعات السعوديين والمقيمين بمختلف أعمارهم ومستوياتهم، حرصاً منهم على النظافة ورفع مستوى جودة الحياة، ومعالجة التشوه البصري العام.
إن العناية بالنظافة والإهتمام بها مهم للغاية، وهي مطلب أسلامي، ومن القيم النبيلة التي تحث عليها شريعتنا السمحة، وهي مظهر من مظاهر الإيمان، والسلوك الحضاري الذي يشكل ثقافة المجتمع وشخصية الفرد وسلوكه، ويعطي الإنعكاس الإيجابي لتربيته وتعامله.
لا شك إن النظافة العامة، حماية للإنسان من الإمراض وحماية للبيئة من الثلوث والأضرار، وإن الحرص على وضع النفيات في الأماكن المخصصة لها والألتزام التام بإستخدام أكياس قوية لها ووضعها في الحاويات وليس بجانبها!! وإن الإمتثال لذلك فيه الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ثم يبعد عنا وعن أماكن السكن التي نعيش فيها ونأكل ونشرب وننام، الإضرار الجسيمة التي تهدد صحتنا وصحة عوائلنا من الكبار والصغار والإطفال وكبار السن والرضع.
إن إلقاء المخلفات من المأكولات والمشروبات وغيرها في الطرقات والحدائق والسواحل والمنتزهات العامة، فيها أثم عظيم ولها عقاب من رب العباد، وتعكس عدم الإحترام للتعليمات والتنبيهات الإرشادية، وكذلك التجاهل لكل ما ينشر في وسائل الإعلام وما تقوم به دور العلم من مدارس وجامعات وما يوجه به الرجال الأفاضل من العلماء بخطب الجمعة، وإن عدم الإلتزام بذلك فيها مضيعة للجهود التي تقوم بها تلك الجهات المتخصصة والمعنية بالبيئة والصحة والسلامة.
للأسف الشديد ظاهرة أنتشرت برمي الأوساخ أعزكم الله من نوافذ السيارات عند السير وعند الوقوف بجانب المنازل والمتاجر، مما يستدعي التنبيه لهذه السلوكيات المرفوضة تماماً!!! وإن غياب التوعية من داخل الأسرة لا سمح الله، يزيد من هذه السلوكيات الخاطئة والمتمثلة كذلك برمي النفيات في الشوارع العامة والطرقات الفرعية وسط الأحياء السكتية والحدائق والمنتزهات ومن دون أي أكتراث، وعدم وضعها في اماكنها المخصصة، مما يستوجب علينا الحرص والإهتمام الكبيرين في وضع حد لهذه التصرفات التي تجلب لنا الأمراض وتبعد عنا السعادة، على العائلة أن تكون مصدر ثقافة واعية، ونموذجاً يُحتدى به في بناء مجتمع أكثر جدية وعياً وصديقاً للصحة والبيئة، وعلينا جميعاً أن نستشعر بأهمية النظافة وتوعية النشئ، ونحمي أنفسنا وبيئتنا ووطننا من الثلوت الذي قد نكون لا قدر الله نصنعه بأنفسنا ويزداد سوءاً من سلوكياتنا الخاطئة يوم بعد يوم.
وفي الختام نسأل الله السلامة للجميع، وإن الجهات المعنية بالدولة - حفظها الله - من الأمانات والبلديات والصحة والعناية بالبيئة وغيرها، أبوابها مفتوحة والمسؤولين على أتم الإستعداد وبكل رحابة صدر أن يستقبلوا ويستمعوا لأي ملاحظة أو أقتراح او طلبات، سواءً مباشرة أو بالإتصال بالأرقام المجانية المخصصة لكل دائرة وجهة وعلى مدار الساعة.