رحيل الشيخ عبد الحميد آل عباس أحد أبرز خطباء المنبر الحسيني في سيهات
فُجِعت الأوساط الدينية والاجتماعية في مدينة سيهات خاصةً، وفي محافظة القطيف عمومًا، فجر الخميس 29 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 20 نوفمبر 2025م بوفاة إمام جامع أمّ البنين
سماحة الشيخ عبد الحميد منصور عبد العظيم آل عباس بعد معاناةٍ مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا علميًّا ومنبريًّا زاخرًا بالعطاء والمعرفة.
عُرف الفقيد الجليل بدوره الريادي في العمل الديني والتبليغي؛ فقد تولّى إمامة الجماعة في جامع أمّ البنين
، وكان قبلها إمامًا في مسجد القاسم بن الحسن
، كما اعتلى المنابر في مختلف مدن وبلدات المنطقة لإحياء المناسبات الدينية، متحدثًا ببيانٍ مؤثرٍ يجمع بين العلم والروح ويمسّ القلوب بحكمته وإخلاصه.
وُلد الشيخ آل عباس سنة 1382 هـ ، وبدأ رحلته العلمية من مسقط رأسه، ثم شدّ الرحال عام 1400 هـ إلى طهران حيث التحق ب «حوزة القائم العلمية»، وانتقل بعدها إلى سوريا لمواصلة دراسته الدينية. عاد إلى أرض الوطن عام 1411 هـ ليجمع بين الدراسة الحوزوية في القطيف والدراسة الأكاديمية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم واصل تحصيله حتى نال درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الإسلامية العالمية عام 1429 هـ .
لم يقتصر عطاؤه على المنبر والحوزة، بل امتدّ إلى ميادين العمل الاجتماعي؛ إذ كان أحد المؤسسين لمهرجان الزواج الجماعي بسيهات، وأسهم في ترسيخ قيم التكافل والتعاون، كما دعم مشروع كافل اليتيم التابع لجمعية سيهات الخيرية، وساند لجنة أنوار القرآن ومشروعاتها التربوية والإيمانية، ليكون بحقّ رائدًا في الجمع بين العلم والعمل.
واختتم الشيخ الفاضل مسيرة حياته الحافلة بالعطاء بمشروعٍ خالدٍ هو إنشاء مسجد أمّ البنين
في حيّ قرطبة بسيهات، ليبقى هذا الصرح صدقةً جاريةً تخلّد اسمه وتروي سيرته الطيبة للأجيال القادمة.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنّاته مع محمدٍ وآل محمد، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
رحم الله من قرأ له الفاتحة وأهدى له ثوابها.






