شُهرة بعد الوفاة

لم يحفِل بها أحد في حياتها، لكنها أصبحت بعد وفاتها رمزًا وطنيًّا لإنجلترا تقترب من مقام كاتبها الشهير ويليام شكسبير، حتى طبعت صور قصصها على طوابع البريد هناك. إنها الكاتبة الإنجليزية جين أوستن «1775 - 1817» التي حين كتبت روايتها الأولى «انطباعات أولى» لم تقبلها إحدى دور النشر، لكن أوستن لم تتوقف واستمرت في الكتابة، حيث كتبت رواية الكبرياء والهوى، وباعت حقوق نشرها بعشرة جنيهات فقط. وقبل هذا كله كانت تكتب وتحتفظ به لنفسها ولعائلتها، ونشرت بعض قصصها باسم مستعار «سيدة»، فضلًا عن بعض كتاباتها في الشعر والقصص القصيرة في عمر مبكر.

وترجع بعض الدراسات ضعف شهرتها إلى أنها لم تكن تحفل بالشهرة، وكانت تعيش في عزلة عززتها النظرة الاجتماعية للمرأة في إنجلترا حينذاك، كما أن الروايات في حياتها لم تكن تُعد أدبًا رفيعًا.

هذه الكاتبة احتفل بها الناس عام 1975 بمناسبة مرور مئتي عام على ميلادها، وأصبحت كتبها تدرّس في بعض جامعات العالم، كما حوّل بعضها إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية.

وقد اكتشفها بعض النقاد بالتدريج وبمرور الوقت حتى أعطيت حقها بعد عقود من وفاتها. وبمناسبة مرور مئتي عام على وفاتها فقد أصدر بنك إنجلترا «عام 2017م» عملة نقدية من فئة 20 جنيهًا إسترلينيًّا عليها صورتها، لتصبح بذلك أول كاتبة في بريطانيا توضع صورتها على ورقة نقدية وطنية.

وقد طُبع لأوستن سبع روايات، منها «الكبرياء والهوى» و«العقل والعاطفة» و«إيما» و«الإقناع». وتتميز كتاباتها بالسخرية، وبأنها تجسد المشاعر الإنسانية، خاصة ما يتعلق منها بمشاعر المرأة.

ومن باب التجربة سألت أحد برامج الذكاء الاصطناعي https: //claude. ai/ عما يميز كتاباتها فأجاب ما ملخصه: السخرية الذكية، والفكاهة الراقية، والواقعية في تصوير الشخصيات، والتركيز على علم النفس والعلاقات، والنقد الاجتماعي الماهر، والبراعة في الحوار، والدقة في التفاصيل، والأسلوب الأنيق.

من أقوالها:

*ليس ما نقوله أو نعتقده هو ما يعرّفنا، بل ما نفعله.

* إذا كُتب الكتاب بشكل جيد، فأنا أجده قصيرًا دائمًا.