لم تكن.... كفاية بل عن سؤال لم أجد له جوابًا

قبل أن أبدأ، عليّ أن أقول الحقيقة

لم أكتب روايتي لأحكي قصة امرأة خارقة، ولا لأدافع عن خيار موجِع.

بل كتبتها لأنني كنت غارقة في سؤال لا يُجيب عليه أحد

هل يمكن أن تمضي امرأة في طريقها دون أن تنكسر من الداخل؟

هل يمكنها أن تختار ذاتها دون أن تخسر كل شيء حولها؟

بطلة روايتي كانت أقرب إلي مما ظننت، لم تكن نسخة مني، لكنها كانت الصوت الذي خنقته طويلاً.

كانت امرأة تؤمن أن لها مكانًا في هذا العالم، ليس فقط كأم، ولا فقط كزوجة، بل ككائن يريد أن يخلق أثرًا، شيئًا يُنسب إليه، شيئًا يحمل اسمه وحده.

كان قلبها واسعًا، لكنها لم تستطع أن ترضي كل ما فيه في وقتٍ واحد.

وفي لحظة فارقة، اختارت الحلم ليس لأنها لا تحب من حولها، بل لأنها تعبت من أن تحب الجميع وتنسى نفسها.

هل كانت أماً؟ نعم.

هل أحبت؟ نعم، بصدق.

لكنها، بكل صدقٍ أيضا، أرادت أن تكون شيئًا آخر أكثر من حضن، أكثر من انتظار، أكثر من تضحية صامتة تصفق لها الجموع بينما هي تموت بالبطيء.

حين اختارت، لم ترفع راية النصر، لم تبتسم، لم تقل ”أنا أستحق“.

بل مشت بخطى مترددة، نظرت خلفها كثيرًا، وبكت بكل ما يمكن بكاؤه، لكنها مشت.

كتبتُها، لا لأنني أؤمن أن ما فعلته هو الصواب، بل لأني أعرف أن الصواب أحيانًا ليس واضحا كما نحب أن نعتقد.

وأن بعض النساء لا يُمنحن المساحة ليكن ضعيفات، أو متعبات، أو طموحات دون أن يُحاسَبن.

أنا لم أكتبها بطلة، بل إنسانة.

كثيرة التناقض، مليئة بالتعب، مشتهاةٌ من الحياة ومستهلكة في داخلها.

هذه ليست حكاية عن هروب، بل عن محاولة.

ليست انتصارًا، بل سؤالًا مفتوحا.

هل كان ممكنًا ألا تخسر كل هذا؟

هل كان ممكنًا أن تبقى وتحقق ذاتها أيضًا؟

أترك لكم الإجابة،

لكن رجاءً، اقرأؤها بقلبٍ لا يصدر الحكم قبل أن يُصغي جيدًا.

يتبع.......