أثر القراءة لا يزول
”أثر القراءة لا يزول“ هو الشعار الذي وضعه مركز الملك عبد العزيز الثقافي «إثراء» لمسابقة أقرأ لهذا العام، التي أقيمت يومي 5 و6 ديسمبر الجاري. وتُعد مسابقة هذا العام العاشرة في مسابقات إثراء التي أثْرت بالفعل الساحةَ القرائية في العالم العربي، عبر مشاركة 417 ألف مشارك من مختلف الدول العربية في نسخها العشر، 192 ألفًا منهم في نسخة هذا العام وحده.
وتطورت المسابقة من مجرد مسابقة على مستوى المنطقة الشرقية ضمت 2400 متسابق، إلى مسابقة وطنية ثم إلى عربية. ولم تتوقف عند مستوى تنافس متسابقِين في مجال القراءة، بل تحولت إلى منصة متكاملة من الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تدور جميعها حول محور واحد وهو تحويل القراءة من مجرد عمل فردي إلى مشروع ثقافي يساهم في صناعة جيل ثقافي ملتصق بالقراءة، عبر فعاليات مثل النقاشات الفكرية والأمسيات النقدية والالتقاء بكتاب ومفكرين، عرب وأجانب، وحفلات توقيع كتب، ومعارض كتب وتجمعات لتبادلها، إضافة إلى ورش عمل متخصصة.
وقد أضيفت جوائز لجائزة الفائز بلقب قارئ العام باختيار المحكمين، تمثلت في جائزة بتصويت الجمهور، وثالثة لأفضل نص، ورابعة للقارئ الواعد، وخامسة لسفير القراءة، وسادسة للمدرسة القارئة، وسابعة لمُناظر العام.
ومما أضفى على الحدث أهمية هذا العام إعلان مدير إثراء المكلف، الأستاذ مصعب السعران، بتبني المركز قضية القراءة للسنوات الخمس القادمة، وإطلاق مؤشر القراءة العربي الذي يرصد حالة القراءة في الدول العربية، حيث ستُطلق النسخة الكاملة للمؤشر العام القادم، بعد أن استكملت بيانات المملكة ودول الخليج.
وهكذا فإن هذه المسابقة، ببرامجها المتنوعة لا تقتصر على اليومين اللذَين يقام فيهما الحفل الختامي، بل تمتد طوال العام عبر إشراك الآلاف من الناطقين بالعربية، في عملية قرائية متواصلة تحول القراءة بالنسبة إليهم من مجرد حدث طارئ إلى برنامج يومي يترك أثرًا لا يمحى بمجرد الانتهاء منها، بل يمتد لديهم إلى سنوات أعمارهم القادمة، متجليًا في كلمات ناضجة أو أفعال بناءة أو قرارات صائبة أو ردود فعل لافتة تشير إلى مدى الاستفادة منها. وبهذا فإن برامج وفعاليات المسابقة تؤدي بالضرورة إلى تحول القارئ من مجرد متلق ومستهلك للمعرفة إلى شريك في تشكيل الوعي في مجتمعه ودائرته المحيطة، وهو ما لاحظت بوادره حينما حضرت الحفل الختامي للمسابقة، ومدى حماس وتفاعل وتنافس المتسابقين في أدائهم وإلقاء نصوصهم وحواراتهم الناضجة.






