اعرف من أنت… تتغيّر حياتك
قبل أن يبدأ الإنسان رحلته في الحياة، عليه أن يقف أمام مرآة الحقيقة ويسأل نفسه بصدق:
من أنا؟
ولمَ أنا في هذه الحياة؟
وما دوري فيها؟
أسئلة تبدو بسيطة، لكنها مفاتيح الوعي الكبرى.
فكم من إنسانٍ غادر الدنيا ولم يكتب في ورقة الإجابة حرفًا واحدًا! عاش دون أن يعرف نفسه، ودون أن يدرك رسالته، تمامًا كما يخرج بعض الطلبة من قاعة الامتحان تاركين أوراقهم بيضاء.
إن معرفة الذات ليست رفاهية فكرية، بل هي أصل الحياة الواعية.
فالإنسان ليس جسدًا من لحمٍ وعظم، بل هو روحٌ تحمل طاقاتٍ لا تنضب، وإمكاناتٍ تنتظر من يوقظها.
قال أمير المؤمنين
:
«أتحسب أنك جرمٌ صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر؟»
إنها صرخة وعي توقظ الغافلين: في داخلك كونٌ كامل، عوالم من القدرة والعطاء، ولكنك لن تراها ما لم تؤمن بوجودها.
كثيرون يعيشون في ظلال الدونية، يرددون في أنفسهم:“ومن أنا؟ مجرد إنسانٍ على هذه الأرض! ”
لكن الحقيقة أسمى من ذلك…
أنت خليفة الله في الأرض، وأنت من أمر الله الملائكة أن تسجد له تكريمًا، وأنت من سُخّر له الكون بكل ما فيه.
وفي الحديث القدسي: «خلقت الأشياء لأجلك…»
فهل يليق بخليفة الله أن يعيش ليأكل وينام ويلهو؟
ما قيمة حياةٍ تُستهلك في اللغو والفراغ؟
إن من يعيش بلا هدفٍ يُطفئ نوره بيده، ويحوّل الطيبات إلى خبائث، ويهدر النعمة بدل أن يعمّر بها الأرض.
دورك أيها الإنسان هو أن تُصلح لا أن تُفسد، أن تبني لا أن تهدم، أن تحيا للقيم لا للشهوات.
أن تكون كما أرادك الله، لا كما تملي عليك رغباتك العابرة.
الناجحون وحدهم أدركوا ذواتهم، فحرّكوا طاقاتهم الكامنة، وصنعوا من المستحيل ممكنًا.
غزوا الفضاء، وأبدعوا في الأرض، لأنهم أيقنوا أن في داخل الإنسان عالَمًا لا حدود له.
أما من بقي أسير ذاته الصغيرة، يدور حول همومه وشهواته، فلن يرى النور ما لم يخرج من قوقعته.
فابدأ اليوم…
اعرف نفسك، تكتشف رسالتك،
واعرف رسالتك، فتعرف طريقك،
واعرف طريقك، فتصنع أثرك في الحياة.








