تُرجُمانُ الوحي
تُرجُمانُ الوحي
|
وَقُمتَ للهِ لا يُدرى مَنِ القَمرُ |
|
أَأنتَ أم ذاكَ مَنْ في الأفقِ يَزدهرُ |
|
كِلاكُما نَيّرٌ لا غَيرَ أنَّكَ قَدْ |
|
جَعلتَ فينا ضيا الإيمانِ ينتَشِر |
|
وإن بدا هو في ليلٍ فأنتَ سنىً |
|
في الليلِ والصبحِ فينا مُشرقٌ نَضِر |
|
يا أيُّها العابِدُ (السَّجادُ) يا ألَقًا |
|
بهِ مِن اللهِ ما يشتاقُهُ النَظَر |
|
يا وِردَ (أحمدَ) يا دمعَ (الوصيِ) ويا |
|
تَهجُدٌ في فَمِ (الزَّهراءِ) مُدَّخر |
|
إذا سَجدتَ يَخرُّ الكونُ خاشعةً |
|
أبصارُهُ وعنِ اللذاتِ يَنحسِر |
|
وراحَ مُغتَسِلًا مِن فيضِ مدمَعِكَ الـ |
|
ـمِهراقِ ما قُمتَ للرحمنِ تعتَذِر |
|
دُموعُكَ النُبلُ لا ترقا بذاتِ دعا |
|
مَا لمَ تَجدها ذُنوبُ الناسِ تُغتَفَر |
|
عَيناكَ: عينٌ مِنَ الرحمنِ ذائبةً |
|
وعينُ تبكي على مَنْ رأسَهُ نَحروا |
|
للهِ عينُكَ ما ابيضَّتْ لِـ(يُوسُفِها) |
|
وكُنتَ شاهدَهُ بالذَّبحِ يحتَضِر |
|
كأنَّ عينَكَ بعدَ النَّحرِ ما بَصُرتْ |
|
سِواهُ وهو على البوغاءِ يَعتَفِر |
|
|
** |
|
|
يا أيُّها الرَّاكعُ السَّجادُ يا نَفَسًا |
|
لَمَّا يَزلْ قُدسُه في الأفقِ ينتشر |
|
إذا دعوتَ وقلتَ اللهُ يا أملي |
|
لبّى وجاءك، والأملاك، يَبْتَشِر |
|
وإنْ رَفعتَ يديكَ الطُهرَ راعشةً |
|
تُستوقفُ الفُلكُ والأنوارُ والقَدَر |
|
فتلكَ أدعيةٌ أم تِلكَ أوعيةٌ؟! |
|
حوتْ مَعانٍ لها العُبادُ تَنفَطِر |
|
حروفُها الطُهرُ ما افتُضت بكارتُها |
|
إلا لِتولَدَ مِن رَحمِ التُقى سُور |
|
آياتُها تُرجُمانُ الوحيِ ما عُرِفَتْ |
|
للأفقِ قد صَعدتْ أمْ مِنهُ تَنحَدِر |
|
صَحيفةٌ مِلؤها عِلمٌ ومَعرِفَةٌ |
|
عَلَتْ على كُلِّ ما قالتْ بِهِ البَشَر |
|
كأنَّما اللهُ أوحاها إليكَ فما |
|
عادتْ سوى سُورًا تَرقى بها الفِكَر |
|
إذا تلاها زَكيُ النَفسِ هاجَ بِهِ |
|
شَوقٌ إلى ربِّهِ يُحيى بِهِ السَحَر |
|
ولو تَلتها ذوو الآثامِ فهيَ لَهمْ |
|
إلى السَّماءِ بُراقٌ عُشقُهُ السَّفَر |
|
والأنبياءُ وَقَدْ كانوا شَواهِدَهُ |
|
معَ الملائكِ إذْ للهِ قد نَفَروا |
|
يَدعونَ رَبَّهمُ والدَّمعُ مُنهَمِرٌ |
|
والقلبُ مُنفَطِرٌ، والرُّحُ تَعتَصِر |
|
كأنَّهُمْ والمَنَايا فوقَهُمْ خَفَقَتْ |
|
أو أنَّهُم للقاءِ اللهِ قد حُشِروا |
|
|
** |
|
|
يا سيدي أصحرَتْ روحي وزادَ بِها |
|
شُوكُ الذُنوبِ وبَاتتْ كُلُّها خَطَر |
|
قد جَفَّ بِئرُ الحيا في عينِها فَنَمتْ |
|
عُفونَةٌ واستطالَ الطُحلبُ القَذِر |
|
فغابَ عنها سَنى الإيمانِ فاتَخَذَتْ |
|
دَربَ المَعَاصي فبئسَ الغايةُ النكر |
|
وَصكَ سَهمُ اغتيابِ النَّاسِ مَسمَعَها |
|
وغابَ عن خُلقِها الأفضالُ والغِيَر |
|
فانثرْ دُموعَ مُناجاةٍ عليَّ أعُدْ |
|
عَبدًا يُبَعِدُهُ عن ذنبِهِ حَذَر |
|
يا سيدي يا (عليَ بن الحُسينِ) ويا |
|
مَنْ صُغتَ للنَّاسِ آياتٍ لِيَدّكروا |
|
رتِّلْ صَحيفَتَكَ الغرا فإنَّ بِها |
|
نجوى النبيينَ والعُبَّادِ مُختَصَر |
|
ولتَصطَحِبني (ثُماليًا) تُؤطِرُني |
|
بِلوحَةِ القُدسِ كَيما تَبرقَ الأُطُر |
|
وافتحْ فؤادَكَ بيتَ اللهِ مَقصدنا |
|
نَحجُ يا سيدي فيهِ ونعتَمِر |
26/7/1435هـ








