القطيف لؤلؤة من التاريخ

القطيف مدينة تاريخية غنية بالتراث والثقافة، وتُعتبر من المدن العريقة في المملكة العربية السعودية، وتتمتع بتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، حيث كانت مركزًا تجاريًا واقتصاديًا هامًا في المنطقة، وإن تاريخ القطيف يشهد على العديد من الحضارات والثقافات التي تعاقبت على المنطقة، بما في ذلك الحضارة الدلمونية والساسانية والإسلامية، هذا التنوع الثقافي والتاريخي يجعل من القطيف لؤلؤة حقيقية، حيث يمكن للزوار استكشاف المعالم الأثرية والتراثية والاستمتاع بالثقافة المحلية الغنية.

القطيف وكما لمسها الجميع، مدينة في غاية الحسن والبهاء، وهي أحدى واحات المملكة العربية السعودية وتقع في الساحل الشرقي، وتتميز بطبيعتها الخلابة وروعة شواطئها، مدينة تاريخية ذات جذور ضاربة في عمق التاريخ، أرضها خصبة وتنساب منها العيون وحولها النخيل الباسقات والبساتين العامرة بأجمل الأشجار وأطيبها.

وتعتبر ”القطيف“ شامخةً، بتاريخها وثقافتها التي شهدت أطواراً وأحداثاً جسام، وكما ذكرنا تعاقبت عليها حضارات سادت ثم بادة مما ترك عليها أثراً غنياً، تراثُ عمراني فريد، بيوت أثرية قديمة، مساجد بنيت بطابع أسلامي، وقلاع شيدت على تلال وهضاب تقدر عمرها بستة ٱلاف سنة قبل الميلاد، وقد ذكرها المؤرخين في العصور الغابرة مثل: هيردوتس وبطليموس وغيرهما، وفي العصور الإسلامية ذكرها العديد من المؤرخين امثال البلاذري والميداني والحموي والأدريسي والكثير من المؤرخين والرحالة والجغرافيين.

القطيف مدينة تجمع بين التاريخ الُموغِل في القدم والجمال الطبيعي، مما جعلها ومنذ آلالف السنيين وحتى يومنا هذا وجهة مميزة للمؤرخين والباحثيين والزوار من مختلف الجنسيات وكذا الكتاب والمصورين، ومما يجذر ذكره، وفي العصر الحديث قد انبرى لدراسة تاريخها مجموعة من المؤرخين المعاصرين أمثال: المرحوم الأستاذ محمد سعيد المسلم، والدكتور علي بن أبراهيم الدرورة «حفظه الله» والمرحوم الأستاذ عبد الخالق الجنبي، والأستاذ نزار آل عبد الجبار «حفظه الله» والمجال هنا يطول إن أردنا ذكر كل المؤرخين والكتاب الذين صدرت لهم مؤلفات عن تاريخ وتراث القطيف «بالتحديد».

تقع القطيف وبكل شموخ على ضفاف الخليج العربي، وقد كانت مهداً للسكن البشري والذي يعود الى العصر الحجري المبكر، وهي واحة معطاء، سميت بعدة أسماء أبرزها تاريخياً بلاد كيتوس «الخط» قد حافظت على تراث الأجداد، منطقة سياحية بأحياء مترامية الأطراف، تستقطب الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، فتاريخنا سوف يبقى بإذن الله تعالى، ناصعاً مضيئاً للأجيال، وإن الأرث الثقافي سيظل منارةً لطالبي العلم والمعرفة.

فني طائرات - جوية - متقاعد - كاتب رأي - بعضآ «شيئآ» من الخواطر والشعر