ساحل الدوخلة يتزين مجدداً

ويزهو ساحل الدوخلة بالأمجاد من جديد، إذ بعد سنوات ليست بالقصيرة، طال فيها الترقب والإنتظار من الأهالي والمهتمين، طموحات كبيرة وأمنيات من القلب، بإعادة إحياء موروث ذا فعالية تراثية خالدة، من تاريخ عريق، يمتد إلى آلاف السنين قبل الميلاد، يتذكر الجميع ما كانت عليه هذه الأرض المباركة من حضارات متنوعة، عاشتها هذه المنطقة التاريخية المعروفة.

الواجهة البحرية المطلة على الخليج العربي، المقام عليها «حالياً» مهرجان الشتاء - سنابس - الدوخلة - وفي هذه الأجواء المناخية الساحرة، بجزيرة دارين وتاروت - محافظة القطيف، مشاركة أهلية جذيرة بالذكر الجميل، تتحمل كامل المسؤولية الإجتماعية، لتضيف لجمال المكان الذي يتمتع بكامل الحيوية والنشاط، لمسات متجددة بطابع تراثي متنوع، مبادرة جميلة مصرحة، بعدة أركان أبرزها، القرية الشعبية للتراث، السوق الشعبي المفتوح للأسر المنتجة والحرفيين، مسرح الطفل، فعاليات متنوعة لتنمية المهارات، مهرجاناً للجميع، متنفساً للأهالي والمنطقة والزوار بوجه عام.

حيوية ونشاط منذ اليوم الأول، أهازيج مفرحة وفعاليات بارزة، يشارك فيها الكبار والأطفال، شعر وموال، وعرضات شعبية، فالمكان يقدم الوفاء، لم ينسى الماضي، فاليوم يعود بما كان عليه الأمس، وما زرعه في القلوب من حب وأخلاص، تلك الأهازيج الرائعة بكلمات الدوخلة يتصدر الفعالية، بألحانها الجميلة والتي من مطلع كلماتها الرائعة:

دوخلتي حجي بي... حجي بي.. حجي بي

لامن يجي حبيبي... حبيبي... حبيبي

حبيبي راح مكه... مكه... مكه

مكه المعموره.... المعموره.... المعموره

فيها السلاسل والذهب والنوره... والنوره.... والنوره..... ألخ

مهرجان ليالي الشتاء، مسمى جميل والذي فتح أبوابه للجميع بكل سرور، من مساء يوم الأحد الموافق 2 نوفمبر 2025 والمتوقع أن يمتد ثلاثون «30» يوماً بفعالياته المتنوعة والشيقة، المرحة منها والترفيهية الممتعة، من تسوق وفنون وألعاب، مطاعم بأكلات شعبية، مسرح ومسابقات وهدايا للأطفال والعائلات.

مهرجان ومن أول يوم، تقدم بالدعوة لحضور الجميع، ترحيباً يحاكي تراث الماضي، ويسترجع ذكريات الموروث من الأجداد، ماضّ يحمل كنوز كثيرة، قصص وشواهد ما زالت حكاياتها عالقة وأثارها راسخة في الأذهان، ماضيها في غموض، حيرة الباحثين والمؤرخين، تلك الموروثات التي لا تقدر بثمن.

مبادرة جميلة، بحلة جديدة، ثوب مرصع بالذهب والألماس، محمولاً تاج على الرأس، فخراً وإعتزازاً لما يعكسه منظميه من تفاني وأخلاص، كوادر من الفتية الشابة ذات الأخلاق العالية، والترحيب والإستقبال لزوار المهرجان والوافدين من كل مكان، من الأهالي ومن جميع مناطق الوطن الغالي ودول الخليج، بتنظيم رائع وبناء، ويؤكد المؤرخ الدكتور علي الدرورة، على الأمجاد الخالدة في النفوس والتي تركها مهرجان الدوخلة الوطني والذي امتد لإحدى عشرة سنة، والمؤرخ الدرورة الذي ترك بصمة ثقافية عن تراث الدوخلة الذي وضع سلسلة كتاب الدوخلة بنحو 15 كتاباً وزعت مجاناً على الضيوف في سنوات المهرجان، كما عبر مدير المهرجان «ليالي الشتاء» الأستاذ علي السالم خلال لقاء، عن سعادته وترحيبه بالزوار، وأستعداده التام لتلقي أي أقتراح بناء من شأنه الإرتقاء والإزدهار بهذا المهرجان والمبادرات الأخرى القادمة بإذن الله.

فني طائرات - جوية - متقاعد - كاتب رأي - بعضآ «شيئآ» من الخواطر والشعر