مرض الوهم وشره
أعمال الشر كثيرة ومتعددة الخصائص، فالواهمون أولئك المرضى الذين هم مصدراً للشر والقلق للناس، خطرهم كبير على المجتمع، فهم كالأفاعي السامة، أشرار يتربصون بالخلق من أجل الأذى والتنكيل.
الواهمون شياطين على صفة بشر، قلوبهم سوداء وعقولهم مظلمة وأنفسهم شريرة، فالشخص الواهم هو المريض عقلياً وفكرياً، يحاط مرضه بخيوطه الصعبة المؤلمة، قد ينهي حياته بنفسه، فهناك من فقدوا حياتهم بسبب الوهم المضلل.
عُبر عن الوهم الفكري بانه اضطراب عقلي يؤثر على طريقة التفكير، وإن الشخص المصاب بمرض ”الوهم“ يستشعر من حوله، انه يتصرف بشكل طبيعي في أغلب الأحيان ولا يبدوا عليه المرض مما يصعب على الأخرين التمييز، فالأكثر صعوبة وحيرة، تجدر الإشارة، إلى أن هذا ”الواهم“ قد يوصل صاحبه إلى مرحلة مطاردة من يحب وهو بالفعل أمر غريب ومقلق للغاية، وقد يستحوذ تفكير الواهم من جهة أخرى، هوس الأضطهاد وشعوره وبشكل مستمر أنه يتعرض للإساءة، وإن شخص ما أو أشخاص يتجسسون ويتأمرون عليه ويخططون لإيذاءه، كما يعتقد في نفس الوقت أنه يملك قدرات استثنائية عن غيره وهذا يسمى بمرض «أوهام العظمة» وهنا تكون صعوبة المرض وكوارثه.
تشخيصاً، ترجع الأسباب لمرضى الوهم لعوامل كثيرة، منها العوامل الطبية والإجتماعية والسلوكية، فالجينات الوراثية قد تلعب دوراً في الإصابة بالمرض، العزلة الإجتماعية والعوامل النفسية والسلوكية والتعرض للتوتر العاطفي جميعها أسباب وعوامل تؤدي للمرض.
شرب الكحول وإدمان المخدرات من أبرز العوامل والأسباب التي تسبب وتوصل صاحبها إلى مثل هذا المرض وحتى ينتهي به والعياذ بالله إلى الجنون والهلاك، وهناك يتطلب الحذر والتدخل السريع لإنقاذ الشخص المصاب بمرض «الوهم المزمن» والحد من شره على الأخرين، وذلك إدخاله المستشفى للعلاج من هذا المرض القاتل وبأسرع وقت ممكن مع الأشراف والملاحظة لفترة يحددها الطبيب حتى ما بعد التشافي.
نسأل الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه، ونرفع الأكف بالدعاء لله عز وجل، بالشفاء العاجل للمرضى ولمن ابتلي لا قدر الله بهذا المرض العضال، وإن يحفظ هذا الوطن الغالي وأهله الخير من كل شر.