حنينٌ صيفيٌّ على قافية الفاء
حنينٌ صيفيٌّ على قافية الفاء
أُحِبُّ شِتَاءَاتِ الِبِحَارِ ، أُحِــــــبُّهَا ،
وَأَشْكُرُهَا فِي درْسِ فَصْلِ خَرِيـــفِ ..
ضِفَافُكَ أَحْنَى أَيّهَا الشَّطُّ ، فِي دَمِي
حَـــنِــــينُ نَخِيلٍ أَو حَنِينُ طُــفُـوفِ
عَلَيكَ حَمَامُ الرُّوحِ يَا شَاعِرَ النَّدَى ،
وَشَــكْلَ امْتِلائِي تَحْتَ ظِلِّ حَفِيــفِ
وَظِلِّ حَفِيفٍ سَيِّدٍ يُشْبِهُ الرِّضَـــــا ،
إِذَا مَــــا ارْتَدَى الخَطَّافُ ثَوبَ كُهُوفِ
لِقَامُوسِ هَذِي الأَرْضِ فِرْدَوسُ فَارِسٍ ،
وَرُمْحٍ نَحِــيــــلٍ كَالنَّـــخِيلِ نَحِيفِ
أُكَــــافِـــئُ تَأْرِيخَ الشُّجَيرَاتِ كُلّه ،
بِشَرْحَــــةِ تُــــوتٍ أَو بِسَلَّةِ تُوفِ !!
بِأَسْــرَارِ عُــــنْقُودٍ قَطِيفٍ وَقَصْعَةٍ
مِنَ التَّمْرِ ، مِـنْ رِيفٍ يُحَبُّ وَرِيـــفِ
بِيَ الآنَ ، بِي بِالمَاءِ بِالنَّاسِ بِالرُّبَى ،
بِـــشِــعْرٍ ثقيلٍ كَالسَّمَاءِ خَــفِيفِ ،
وَقَـــافِـــيَـــةٍ فَائِــيَّةٍ مِثْلِ مَوجَةٍ
خَـــلِيجِــــيّـَةٍ تَعْبَى كَخَطْوِ كَفِيــفِ
تُصَلِّي إِلَى كُوخٍ مِنَ الطِّينِ قَائِمٍ ،
لأَهْـــرُبَ مِنْ قَــــصْـــرٍ أَشَمَّ مُنِيفِ
لَعَــلَّ لِمَيسُونَ الغَمَامَةَ ، كَيفَ لا
يُقَايِـــضُ قَــــلْبٌ فِـــضَّةً بِرَفِيفِ ؟
صَبَاحُكِ وَرْدٌ يَا رُبَىً عِشْتُ طِيبَهَا
مَصِــــيـفٌ بِهَا عِنْدِي بِأَلْفِ مَصـِيفِ
إِذَا مَا الضُّحَى عَرَّى مَرَايَاهُ أَصْبَحَتْ
مَـــــزَارَاتِـيَ الأَشْهَى مَبَاسِطُ سِيفِ !
وَمَا السَّيفُ إِلا السِّيفُ يُشْرَعُ كُلَّمَا
أَرَادَتْ قُـــلُوبُ الصَّخْرِ قَتْلَ سُيُوفِي !
صَـــبَاحَاتُهَا وَرْدٌ ، صَبَابَاتُهَا النَّدَى
رُبَـــىً هُنَّ صَوتِي .. صُورَتِي وَرَدِيفِي
رَدِيفِي عَلَى الصَّحْرَاءِ وَالبَحْرِ ، بَينَنَا
حِــــوَارُ مُـضَافٍ فِي الهَوَى لِمُضِيفِ
وَهُـــنَّ وَهَـــذَا البَرُّ وَالبَرُّ فَاصِلٌ ،
جِــــــوَارُ مَـدَى كَفِّي وَحِبْرُ حُرُوفِي ،
وَهُــنَّ إِذَا الَّليلُ ارْتَمَى فَوِسَادَتِي ،
وَهُـــنَّ إِذَا عَـــزَّ الوَلِيــــفُ وَلِيفِي
رَفَضْتِ فَمِي ؟ عُوفِيتِ .. أَلفُ سَلامَةٍ ،
وَهَـــلْ وَطَـــنٌ جَـافَى بَنِيهِ فَعُوفِي ؟!
إِذَا لَمْ تُحِــــسِّي بِي ، فَإِنِّي حَبِيبَتِي
عَـــنِ النَّخَلاتِ الهِيــفِ غَيرُ عَزُوفِ
وَيَا سَائِلِي عَنْ مَوطِنِي : أَيْنَ مَوطِنِي ؟ ،
فَقَـــــــلْبِي إِذَا فَاضَ الحَنِينُ قَطِيفِي !
أمجد المحسن 1998