ذكريات السفر في شهر رمضان
هذا هو شهر رمضان شهر الخير يعود وتعود البركة والذكريات الجميلة معه وتعود بنا الذاكرة إلى تلك الأيام الطاغية في الجمال مع الأحبة والأهل والأصدقاء.
وقبل أن نخوض في عباب الموضوع لابد لنا وكما عوّدناكم نفتتح المشاركة بذكر رواية عن محمد وآله الأطهار في فضل شهر رمضان وصيامه، فعن الرسول الأكرم «أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم يعطاها أحد قبلهن، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر له الملائكة حتى يفطر، وتصفّد فيه مردة الشياطين فلا يصلوا فيه إلى ماكانوا يصلون في غيره، ويزيّن الله عز وجل فيه كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك ويغفر لهم في آخر ليلة منه، قيل يا رسول الله أيٌّ ليلة القدر؟، قال
: «لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا انقضى عمله» «1».
وعن علي قال: قال رسول الله
«أربعة لا ترد لهم دعوة ويفتح لهم أبواب السماء ويصير إلى العرش، دعاء الوالد لولده والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر».
وهذا الشهر الكريم على قداسته لا يخلو من ذكريات طريفة جميلة لاسيما في السفر مع الأحبة فكنّا من حوالي أكثر من اثنتي عشر سنة مضت مع أحد الأصدقاء الأعزاء الذي انتقل إلى جوار ربه منذ حوالي أربع سنوات في شهر رمضان المبارك كنّا قد ذهبنا إلى محافظة القطيف الحبيبة في أيام شهر رمضان لزيارة المكتبات للاطلاع على ما استجد من الكتب وجاء وقت الإفطار فدخلنا إلى أحد المطاعم أكلنا حتى الإشباع ومن شدة الشبع بعد الجوع كدنا أن ننسى دفع الحساب.
ومع ثلة من الشباب تتجدد الذكريات في شهر رمضان في ذهابنا إلى مملكة البحرين لنفس الغرض السابق وهو زيارة المكتبات وكيف كنّا نفطر في الجسر على الأرصفة والكل يتفنن في إبراز ما احضره من الأطعمة من بيته والبعض كيف كان يتندر على طعام صاحبه وتعلو الضحكات من هنا وهناك وتنقضي الرحلة ذهاباً وإياباً بالمسامرة والمفاكهة في أجواء هذا الشهر الفضيل.
ولا يفوتني أن أذكر الرحلة الأخيرة أيضاً إلى مملكة البحرين مع جماعة من الشباب الطيب، وكنّا قد عزمنا على هذه الرحلة بعد الاستعداد لها، وكانت تعاونية بعنوان «القطية» لكل شخص مئة ريال وكان العدد «خمسة» أشخاص بمعنى أن حصيلة ميزانية الرحلة كانت خمسمئة ريال، ولم نصرف منها إلا القليل للبنزين بحكم أن السيارة كانت معبئة من البنزين، وكما هي العادة جاء وقت الإفطار ودخلنا إلى مطعم معروف هناك وكانت الأسعار مرتفعة نسبياً، لم نخرج من المطعم إلا وقد تبخرت القطية عن آخرها فلم نتمالك أنفسنا من الضحك كيف قضينا على القطية في لحظات وفي موقف واحد.
هذه من ذكريات السفر في شهر رمضان؛ كيف كانت ماتعة ورائعة مع أناس رائعون، وكيف أن شهر رمضان له ذكرياته الخاصة وذاكرته المليئة بالأيام السعيدة بسعادة قدومه الكريم.
نسأل المولى الكريم أن يديم علينا هذه الأيام بمغفرة الذنوب وستر العيوب أنه لما يشاء قدير.