قيم لا تموت.. أساس المجتمعات ورُقيّ الأُمم

في زمنٍ تتسارع فيه خطى الحياة.. وتتعدد فيه الانشغالات والتحديات.. يبقى الشيء الثابت والراسخ الذي لا يسقط أمام العواصف ولا يذبل بتعاقب السنين.. هو“القيم”.

تلك المبادئ التي تمنح الإنسان إنسانيته.. والمجتمع تماسكه.. والأمة رفعتها.

  • فما قيمة الأبناء إن غابت عنهم التربية..؟؟

تربية لا تعني التوجيه فحسب.. بل أن نغرس فيهم الصدق.. والنزاهة.. والاحترام.. وحب الخير.. لتنشأ أجيال قادرة على البناء لا الهدم.. وعلى العطاء لا التخاذل.

  • وما قيمة الأخوّة إن لم تكن سندًا..؟؟

فالأخ ليس فقط من يُشاركك النسب.. بل من يُشاركك الموقف.. والرحمة.. ويمنحك شعور الأمان في زمن القلق.

وما الزواج إن لم يكن تفاهمًا وتعاونًا ومودة ورحمة..؟؟

إنه لا يُقاس بمراسيمه ولا مظاهره.. بل بقدر ما يحمله من انسجام وتقدير.. حيث تُبنى البيوت لا على الحجر.. بل على الطمأنينة والثقة.

وما الحب.. أي حب إن خلا من اهتمام..؟؟

إنه حينها لا يُغني ولا يُشبع.. ولا يُثمر إلا خيبةً صامتة.

وما البيت.. مهما اتسع.. إن لم يُظلل بألفة واحترام..؟؟

وما الجار إن لم يكن بارًا بجاره.. حافظًا لحقه.. ساعيًا لوصله.. كافًا عن أذاه..؟؟

وما الصداقة.. إن لم تتشح بالوفاء.. وتثبت في أوقات الضيق قبل الفرح..؟؟

وما الإنسان.. إن فقد إنسانيته يصبح جسدًا يتحرك.. لكن بلا روح.. بلا نور.. بلا أثر.

وما قيمة المعاملة إن لم تزينها الكلمة الطيبة.. والاحترام المتبادل.. والنوايا الصافية..؟؟

وما القراءة إن لم تكن فهمًا وتأملاً.. لا مجرد تكرار للكلمات دون وعي..؟؟

ثم، ما قيمة الحياة ذاتها.. إن خلت من مخافة الله..؟؟

تغدو حينها رحلة خاوية.. لا يحدها ضمير.. ولا توجهها بصيرة.. ولا تُباركها رحمة.

إن القيم ليست شعارات نرفعها.. ولا كلمات نكتبها على الجدران.

إنها نهج حياة.. وميراث أمة.. وأمانة جيل.. إن ضاعت ضاع الإنسان.. وتفكك المجتمع.. وخبا نور الحضارة.

فلنُحيِ القيم في أنفسنا.. وفي بيوتنا.. وفي مدارسنا ومساجدنا ومؤسساتنا.. فهي أساس البناء.. وجوهر الهوية.. وسر الرفعة والتمكين.

فالقيم لا تموت وإنما نموت نحن إن تخلينا عنها.

محبكم: فوزي بن أحمد أمان.

رئيس مجلس إدارة نادي الإبتسام بأم الحمام