عرس الشهادة
عُرسُ الشهادةِ بالدماء جَلِيلا
غَدراً أتى يشفي الحَقُودَ غَلِيلا
وَقِنَاعُهُ العَبَثُ اللعَينُ بِسِلمِنا
حَتَّى يكُونَ ذَريعَةً وَدَلِيلا
لكنَّهُ بالجَهْلِ يَحلُمُ دائِماً
ضَناً يَنَالَ منَ الاسُودِ شُمولا
أَوَ مَا دَرَى المِسْكِينُ قُوَّةَ عَزمِنا
عَزْمُ الإِبَاءِ مِنَ الحُسَينِ مَثِيلا
يَا أيُّهَا الجَزَارُ اِقْرأْ نَهْجنَا
بِتَمعُّنٍ عبْرَ القُرونِ طَويلا
وَاقْرأْ حَقِيقَةَ ما جَرى من أمْرِنَا
تلقَاهُ نهْجاً للهُداةِ سَبيلا
وانظرْ بِعينٍ كيفَ ذكرُ خَصِيمَنا
بِالخِزيِ والعار الدفين ذَلِيْلا
كلُّ الدِّما دونَ الحُسينِ بَسِيطةٌ
لا ترتقي ذاكَ العُلَى تَرتِيلا
مَهْمَا عَلَتْ للظُّلمِ فيها سَطْوةٌ
فَالحقُ عال في الحسينِ رسُولا
والحَقُّ يبقى عالياً مهما جرى
بدمائِنا نفديه زُمرَ دَخِيلا
والغدرُ مهْما قدْ سَطَا بِرصَاصِهِ
فينا سَيعلو عِزَّةً وجَميلا
إِنْ صَابَ غَدرُكَ في صميمِ فُؤادِنا
فالصَّبرُ أحجَى والمُصَابُ جَزِيلا
والحُزنُ فيهم والأسَى بِمَضَاضةٍ
والعينُ تدمعُ للمُصَابِ جَليلا
حُزنُ البلادِ يذيبُ صخرَ قُلوبِنا
لكنَّهُ تحتَ الحسينِ ضَئِيلا
للهِ بالأحزانِ نرفعُ أمرَنا
وَهْوَ السميعُ إذا دعَاهُ مُقِيلا
ونقولها فخراً كمَا هيَ أبدعتْ
هذا إلهي في هواك قليلا