فارس أم الحمام الشجاع (2-3)
يعجبك طبعه الهادئ ويشدك تواضعه وتأسرك أخلاقه العالية، يمتاز بلين الكلام والمعشر وذلك كل ما يتمناه المرء في نفسه وفي إخوانه التواضع والكلام اللين والابتسامة ولعل بعضهم وضع الابتسامة ولين الكلام عنوان البر والأخلاق فقال :
بني أن البر شيء هين وجه طليق وكلام لين
وقال الآخر:
مكارم الأخلاق في ثلاث منحصرة لين الكلام والسخاء والعفو عند المقدرة
فارسنا في هذا المقال هو رئيس جمعية أم الحمام الخيرية، والأستاذ أبو مالك من الأبناء الطيبين والمخلصين لبلدتهم ومجتمعهم وإذا كان سيد القوم خادمهم فإن خادم أم الحمام الأول في السنوات العشر الماضية هو من تحققت على يديه تلك المشاريع الضخمة والتي تمتد خدماتها لخارج نطاق القرى المحيطة، ولعلك تبحث معي عن سر نجاح هذا الرجل والقائد الاجتماعي المتفاني في خدمة مجتمعه وما سر هذا النشاط الكبير والمستمر ولا شك بأن ذلك عائد للإخلاص الذي يتحلى به والتواضع والقدرة على التخطيط مع الجماعة لإنجاح المشاريع الكبرى، تجده مع الجميع يتحسس مشاكلهم منذ أن كان في لجنة كافل اليتيم فطورها وجعلها من أبرز اللجان في الجمعية، وإذا كان البعض يصعب عليه تدبير الدخل اللازم لإنشاء مشروع صغير فيتبادر إلى أذهاننا أن ذلك من أسهل الأمور لشخص مثل فارسنا الشجاع الذي عمل بإخلاص وأوصل صوته للجميع عن فائدة تلك المشاريع وإن تقاعس البعض فقد قيض الله له العون من آخرين.
عرفته عن كثب وجلست بقربه في الحسينية والمسجد والمنتدى واللجان العاملة في الجمعية وغيرها متواضعاً يحب مجتمعه وبلدته ويقدم جهده ووقته بكل حب ويبث ذلك للجميع ويحترم الجميع ولا يحب الإساءة لأحد، لا حدود لهمته العالية، طموحه يسعى بين يديه، وآماله تتحدث عنها مشاريعه الكثيرة، ما إن يشرع في بداياتها حتى يوصلها لغاياتها ثم يستأنف العمل، هو من مثل مصاديق كثيرة وطيبة في مجتمعنا كحب البذل والعطاء والتآخي والمشورة والصبر على الأذى...
حقا أنها قيم تجسدت في رجل فجسد المشاريع الضخمة على أرض الواقع وجعل أعين أعضاء الجمعيات المجاورة تتوجه لا لشخصه وإنما لنجاح هذه الجمعية، وقد سمعت من البعض عند مقارنته لنجاح الجمعية في أم الحمام دون النادي الرياضي أن نجاح الجمعية يعود لحاجة الناس إليها والناس لا يشعرون بحاجتهم للنادي ولكني أتساءل أيضا لماذا الجمعيات في قرى أخرى مجاوره لم تنجح حتى في مشروع واحد وليست مشاريع متعددة أنجزتها الجمعية في عشر سنوات فكان كل عام يأتي علي جمعيتنا الغالية يأتي معه إنجاز كبير، وبالتأكيد ليس معهد التدريب أو الحصول على أرض المعاركية ذات المساحة الكبيرة للمشاريع الخدمية ليست نهاية المطاف، فقد عودنا أبو مالك على إنجازات ومشاريع لم تحلم بها البلدة من قبل.
نعم لا بد أن نشير بأن نجاح جمعيتنا الغالية يعود في قسم كبير منه لإخلاص ونشاط الرجال القائمين عليها وحسن تدبيرهم وتخطيطهم وإذا كانت كل مؤسسة تصطبغ بصبغة قائدها ورئيسها فإن فارسنا الشجاع أبو مالك زرع تلك الهمة والنشاط في فريق العمل الجماعي بالجمعية وبذلك كان دائما ما يسهل الصعاب أمام عملهم .
ونحن لا نملك هنا إلا أن ندعو له ولإخوته الذين ساندوه فهم شركاء له في النجاح ونشد على أيديهم ونفخر بهم، وكنت أتمنى أن الفرد الناجح من أبناء بلدتنا يجب أن لا نحصره في مشروع واحد أو لجنة واحدة فبعد أن يرسم الطريق ويتحقق النجاح يجب علينا أن نسانده ونشجعه للانتقال للجان الأخرى فيساعد في حلحلة مشاكلها وصعابها وينظم مسيرتها سواء كان ذلك النادي في أم الحمام مثلا أو مساندة الجمعيات المجاورة لنقل التجربة الناجحة لجمعية أم الحمام، فهنيئاً لك هذا النجاح يا فارس أم الحمام وهنيئاً لإخوتك الإداريين أعضاء مجلس إدارة جمعية أم الحمام الخيرية، وسيأتي عملكم شاخصاً أمامكم يضيء لكم طريق الجنان كما أضأتم طريق الناس بالعمل