أوقفوا المحرقة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم وظالمي شيعتهم الى قيام يوم الدين.
الحادثة التي ذهب ضحيتها سبعة شهداء اغلبهم من الاطفال دون الثامنة عشر مثلت جرس انذار ونذير شؤم لمرحلة قادمة قد تأخذنا الى المحرقة.
ان ما جرى ليس بن لحظته بل هو نتاج واقع ادى الى صناعة هذا الموت، فما حدث لا يمثل صدمة امام من يتابع ويقرأ واقعنا، لذا علينا وبكل مسؤولية ان نفضح هذا الواقع ونعريه دون ادنى مواراة، والا فالقادم اقسى.
ان هذا الواقع الاجرامي بحق اقلية تعيش في هذه البلاد صنعته وغذته اكثر من جهة ومحور:
1 - مناهج التعليم
اول مغذي واهم صانع لهذا الواقع الاجرامي والتعبئة الطائفية ضد مكون مهم من مكونات هذه البلاد هي تلك المناهج التعليمية التي لا توفر مناسبة إلا وأشارت الى الشيعة بالتكفير والتشريك.
هذه المناهج التي تغذي الطالب وعلى مدى اثني عشر عاما بل اكثر بدءا من مرحلة الابتدائية مرورا بالمتوسط وانتهاء بالثانوية او الجامعة وتعد اهم مغذي وباني للأجيال والمستقبل، فيا ترى كيف سيكون مستقبل الامن الاجتماعي لأجيال مجتمعنا الحاضرة والمستقبلة؟! الامر الذي يمثل تهديدا جديا على امن الشيعة في البلاد.
2 - الصحافة المحلية
اربعة عشر صحيفة وعشرات المواقع الاخبارية الالكترونية في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها ووسطها، ولا يمر اسبوع إلا وهذه المنابر الاعلامية تحرض وتعبئ ضد الشيعة عبر الاخبار المفبركة والمقالات الطائفية والأقلام الحاقدة والمأفونة لتصنع بذلك رأيا عاما يغلي بالطائفية ضد الشيعة في البلاد وغيرها بات الناس يلمسون اثارهذه التعبئة في حياتهم العامة في مقار عملهم ودراستهم وغيرها.
3 - منابر الجمعة
لا زالت الفتنة تخرج من تلك المنابر التي تبث سمومها وباسم الدين الحنيف لتزرق مرتاديها بالطائفية المقيتة ضد احد مكونات المجتمع فبين فينة وأخرى تثغو السن تلك المنابر بعبارات التأليب والتكفير ضد الشيعة بل ومن اعلى سلم تلك المنابر حيث منابر الحرمين المكي والمدني، مما يعطي شرعية واضحة لتلك الاحقاد وتلك التعاملات الطائفية المقيتة ضد الشيعة.
4 - قنوات الفتنة
تستوطن بلادنا مجموعة قنوات فتنة ليس لها حديث إلا ضد الشيعة والتحريض والتعبئة ضدهم وبث سيل تهم التكفير والتشريك في عملية تعبئة للشارع والمجتمع ضد الشيعة المنتشرين في اربع جهات البلاد، وفي مقدمة تلك القنوات قناة وصال التي لا تفتأ تحرض بالقتل ضد الشيعة.
هذه كلها تمثل ادوات الجريمة لتلك الحادثة والحوادث القادمة لا سمح الله، التي صنعت بيئة غير امنة للشيعة، وألهبت الواقع الاجتماعي ضدها، فعلى من يريد ان يقتلع الجريمة من جذورها ويتتبع خيوطها ومنابعها بصدق ومسؤولية أن لا يكتفي بالقبض على الجناة المباشرين بل عليه ان يوقف منابعها ويمسك بأدوات صناعتها.
ولن تقف هذه المنظومة التعبوية العدائية ضد الشيعة إلا اذا وقف الشيعة بجدية لتغيير هذا الواقع، اذ لابد ان يعتلي الصوت اليوم عاليا وبشكل عملي أيضا وليكن ما قبل المجزرة غير ما بعدها عبر الخطوات التالية:
أ - لابد في البدء من ايقاف مناهج التكفير في تعليمنا التي تسيء لنا وتشوه صورتنا وتكفرنا وعدم القبول والركون الى هذا الواقع الذي يصنع قتلة ابنائنا ومجتمعنا.
ب - لا بد من تفعيل المطالبة الجدية بقانون تجريم التحريض على الكراهية وكل اشكال التعبئة ضد الشيعة كصمام امان يحمي الطائفة برمتها في شرق البلاد وغربها، وأي جهود اخرى بدون هذا القانون لا تعد حماية حقيقية وجدية للشيعة في هذه البلاد.
ت - المطالبة الفورية وبصوت عال وإلحاح شديد لإيقاف قناة وصال سيئة الصيت فيما تبثه من برامج تتقصد فيه الشيعة تحديدا بهدف تعبئة شارعها ضد الشيعة ولن يكون من المقبول بعد اليوم بقاء هذه القناة فبقاؤها يعني بوضوح بقاء سيف القتل مسلط على الشيعة وتخلي عن المسؤولية الامنية تجاه الطائفة الشيعية.
هذه اقل ما يجب على الشيعة وكبار شخصياته المطالبة به والعمل عليه لحماية المجتمع، فكل جهد دون ذلك يعد ركضا وراء سراب ومراوحة في المكان، وان لم تتحمل الجهات المعنية مسؤوليتها بشكل جدي فإن سحب الفتنة ونذرها قادمة لا محالة لتأخذنا والبلاد الى محرقة لن يسلم فيها احد.