حقيقة أن تكون معلماً تحترم طلابك

 

  • ذات صباح استوقفني أحدهم متوجهاً لي بالسؤال، هل عرفتني يا أستاذ؟
  • أجبته بابتسامة.. ساعدني لأتذكرك!!.
  • فقال: أنا فلان كُنتُ أحد طلابك في المدرسة، فهل تذكرتني؟
  • فقلت: ياحبيبي سنوات مرت كفيلة بالنسيان.
  • فقال بخجل: أستاذ أنا الذي كلمتك عن موضوع أرقني.

هنا عادت بي الذكرى - وتحديداً لعام ١٤٢٩ هـ - مع الصف الرابع د.

حينما طلب مني تلميذي الحديث على إنفراد في موضوع خاص، تعجبت حينها من طلبه لكني خرجت معه إلى مكتبي تلبية لرغبته، فبادرني بكلمة «تكفى يا أستاذ ».

هنا أيقنت أن في نفسه سراً، وقبل أن يتحدث أجهش بالبكاء... قائلاً: أمي تطلقت يا أستاذ... أمي تطلقت يا أستاذ... أمي تطلقت يا أستاذ.

موقف لا أحسد عليه، حاولت حينها أن أتمالك نفسي لألملم جراحات الطفل وتهدئته حتى يعود لوضعه الطبيعي، وأخبرته أن نتواصل مع إدارة المدرسة ممثلة في المرشد الطلابي لعرض الموضوع ومحاولة علاج مايمكن علاجه.

العجيب أن الطالب رفض عرض الموضوع على إدارة المدرسة وطلب مني أن يبقى الموضوع سراً بيننا.

احترمت وقدرت رغبته، ولمصلحة الطالب وحتى أحفظ حقي من الاجراءات الرسمية أبلغت المرشد الطلابي بالموضوع واتفقنا على آلية عمل تخص الطالب.

منذ ذلك اليوم وتلميذي هذا، أصبح أحد رواد نادي أصدقاء الحاسوب ومن الطلاب المقربين من معلم الحاسب.

انتهت علاقتي بتلميذي بمجرد تخرجه من الصف السادس، كما ابتعدت قصته عن ذاكرتي؛ لكن يبدو أن أثرها لا يزال باقٍ في قلبه..

فهاهو يترجمها في كبره وفي رجولته بتعامله الراقي والمحترم مع معلمه الذي بادله التقدير والاحترام في الصغر.

دقائق معدودة جمعتني بتلميذي، تعلمت منها المعنى الحقيقي «أن تكون معلماً تحترم طلابك».