منازلُ الوحي

منازلُ الوحي...

عِرفانُ جبريلٍ حَوَتْهُ دِيارُكم

وبِبابِكم هَوَتِ الملائِكُ سُجَّدا

وفِناؤُكُم مَهوَى الرسالةِ

شاءَها

جبريلُ سَرَّ بها النبيَّ

محمدا

وبِرَبعِكم أطلالُ شيبةِ

حَمْدِكم

وبِرَحلِكم شَمَخَ الجلالُ

توقُّدا

وبُيُوتُكم رفَعَ المهيمِنُ

شأنَها

كالبيتِ إذ رفعَ الخليلُ

وشيَّدا

وبحيِّكم تحيا السَّماحةُ والنَّدى

فَنَدَاكُمُ كالغيثِ جادَ

وأسْعدا

وبذكرِكُم يَنداحُ نهرُ مَوَدَّةٍ

ومَبَرَّةً تزهو القلوبُ تعبُّدا

حَنَّ الفؤادُ لذِكرِكم ولطالما

تَاقَ الفؤادُ لِمَنْ عليهِ تردَّدا

يومًا بشهرِ اللهِ أشرَقَ باسِمًا

وَجْهُ الزكيِّ وللظَّلَامِ مُبَدِّدا

تتعاهَدُ الأملاكُ رَشْفَ فِراشِهِ

فَرَّاشَةً فُرُشَ الزكيِّ تَعَهُّدا

فَفِراشُهُ غُرَفُ الجِنانِ تَخالُهُ

فيها العيونُ الجارياتُ تَفرُّدا

فيها قصورٌ، قاصراتُ الطرفِ حورٌ

زاكِياتٌ قد نثَرْنَ زبَرجَدا

وبطِيبِهِ عبَقُ الخُزامىِ إنْ

هَمَى

وبطَيبَةٍ زانَ المدائِنَ

مَولِدا

فيروزجٌ من سُندسٍ اِستبرقٌ

حُلْوُ الشَّمائِلِ باتَ يُشبِهُ

أحمدا

أنَّى نظرتَ إلى البقيعِ

بِحُرقَةٍ

تلقى القبورَ كما الزهورُ

تورُّدا

ما نالَ منكَ العابثونَ بجلهِم

بلْ كنتَ للجُهَّالِ نوراً مُرْشِدا

ما عظَّمُوكَ وأسلموكَ إلى

الرَّدى

لكنّ عندَ اللهِ كنتَ مُؤَيَّدا

عابُوا عليكَ بأنْ جَنَحْتَ

مُسالِمًا

أبناءَ حربٍ كيفَ رِمْتَ

تَوَدُّدا

أوَ ما دَرَوا أنَّ الذي كَشَفَ

العمى

وزعيمَهُ الضِّلِّيلَ حينَ تمرَّدا

صُلحٌ هو الكشَّافُ ما أخفى العِدا

فالصلحُ خيرٌ أنْ يكونَ مُجَرِّدا

لولاكَ ما ظَفَرَ الحسينُ

بكربلا

أنتَ الذي أرسى القواعدَ وابتَدا

أنتَ الذي نصرَ الحسينَ

بصبرِهِ

وبحِلمِهِ والحِلْمُ فيكَ تجَسَّدا

فالنصرُ نصرٌكَ يازكيُّ

بكربلا

والمَجْدُ للأبطالِ راحَ مُخَلَّدا

والفخرُ كلُّ الفخرِ فيكَ

مَنَارةٌ

يابنَ البتولِ وفيكُمُ أعلى

رِدا

يابنَ الكرامِ وبُلْغَتي بتَقرُّبي

ألقى الإلهَ وعن ذنوبيَ

أبعَدا

ويُجازِني الجَدُّ الكريمُ

بِنَظرَةٍ

فَأَفِرُّ من نارِ الجحيمِ

لكُم غَدا

فاشْفَعْ لنا في الحشرِ

حيثُ مآلُنا

واقْسِمْ لنا وِرْدًا مَعِينًا

مَورِدا