التدشين بألوان الفن

القديح.. تدشن الثقافة والأدب في ملتقى سدرة الثقافي

شبكة أم الحمام اللجنة الإعلامية - القدبح

دشن ملتقى سدرة الثقافي، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء، الشعراء بداية الزخم الثقافي والأدبي، مساء الأحد.

وابتدأ الحفل بتلاوة من كتاب الله العزيز، تلاها الشبل محمد كريكيش، يأخذ بالأنفاس، روحًا تحلق في فضاءات الصفاء، النقاء، في لغة القرآن الكريم، للارتواء.

وذكر مقدم الحفل، الكاتب والناقد الأدبي محمد الحميدي، أن الأفكار العظيمة، تبدأ بنبوءة، بحلم يتراءى للإنسان، الأفكار، تبدأ بحلم، مؤكدًا أن المشاريع العملاقة، تبدأ بخطوة أولى في مشوار الألف ميل، وقال: هي الخطوة التي نحاول خطوها اليوم في تدشين ملتقى سدرة الثقافي.

وأشار أن وجود المنتديات الأدبية والثقافية في مختلف المناطق بساح القطيف، التي بعضها له جدول أسبوعي، كملتقى الثلاثاء والآخر موسمي، كملتقى تمائم، وبعضها بحسب المناسبات، كمنتدى النورس الثقافي...

وبين أن ظاهرة وجود المنتديات الأدبية والثقافية، تعتبر من الظواهر الصحية في مجتمع المعرفة والتنمية، منوهًا أن المبدع لا يظهر إبداعه إلا في مثل هذه الأماكن التي تعمل على احتضانه ورعايته والاهتمام به وإبرازه.

وقال: ومن هنا، نعلن تدشين ملتقى سدرة الثقافي، ليكون قنطرة عبور لأدباء القديح ومبدعيها إلى العالم الآخر؛ عالم الكتابة والتأليف والنحت والرسم والتصوير، الخط والتمثيل... إلى غيرها من الإبداعات.

وذكر أن القديح لا تفتقد المواهب، بل إن كثيرًا منهم بسبب غياب الرعاية والدعم، اتجهوا إلى الملتقيات المجاورة وانتسبوا إليها وشاركوا بفعالية في أمسياتها وأحداثها، مبينًا بأنه حقهم، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

وتابع: إن القديح، كانت تفتقد اللقاءات الحميمة بين المبدعين، فلا عجب أن اتجهوا إلى من يماثلهم ويتآلف معهم.

واستطرد بأنها مرحلة من مراحل صياغة الإنسان وطريقة من طرق الحياة التي بها يسير إلى الأمام، وينطلق بخطوات حثيثة نحو مستقبله الإبداعي المرسوم بريشة الفنان، فالرسامُ أول ما يبدأ في الرسم يأخذ في تعلم الأشكال وكيفية مقاربتها، مستخدمًا القلم الرصاص الذي يتيح له محو الأخطاء والبدء ثانية من حيث انتهى.

وأضاف: الشاعر لا يختلف عن الرسام في شيء، ويمكن قياس ذلك على المسرحي والقاص والمصور والنحات مع بقاء الاختلافات بين فن وفن وبين مبدع ومبدع.

وأضاف: لنا في تاريخنا السابق تجارب متنوعة، وثرية انتهت جميعها مع تفرق أعضائها، كملتقى القديح الأدبي أو جماعة سماورد، ليستا بعيدتين عن أجوائنا.

وقال: نحن بتدشيننا لسدرة نكمل ما افتتحه وبدأ به السابقون، نستلهم منهم الطريق ونستفيد من تجاربهم المختلفة ونستثمر الإنجازات التي وصلوا إليها، ونحاول تجاوز الأخطاء التي وقعوا فيها.

كلمة رئيس الملتقى

وألقى رئيس الملتقى، الشاعر إبراهيم الزين، كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: نيابة عن إخواني أعضاء الملتقى، أقف بينكم لدقائق معدودة مرحبًا ومتشرفًا، مستبشرًا بتدشين وإطلاق ملتقى سدرة الثقافي، الذي نؤسسه بعد التوكل على الله - عـز وجل -، ليحتوينا معكم تحت سقف الثقافة والمعرفة.

وذكر بأنه شخصيًا، حاول قبل ما يزيد عن العقدين من الزمان، وحين كان النشاط الثقافي في الأندية الرياضية فاعلاً، تأسيس ما يجمع شمل شتاتنا المعرفي في القديح، بأي طريقة تتيح فرصة التعبير عن القيـَم الإبداعية من كل فرد مهتم وهاو، خاصة الشباب الواعدين، وأن يكون الرئة التي يتنفسون منها، وينثرون ما يختزنوه من ملكات، تحلق بهم لما هو أبعد وأبهى، وليظهروا التألق، ويحققوا النجاحات التي يرجونها تطلعًا في تحقيق الأهداف.

وتابع: ولكن للأسف حالت الظروف المختلفة دون نضوج وتحقيق الفكرة، وقال: أذكر بالمناسبة أنه وإبَّان تشرفي برئاسة نادي مضر قد وفقت باختيار الرائع الأستاذ عباس الحايك مشرفًا ثقافيًا - بحسب قوله -، ليطلع بالدور معي، ولكن لم يطل به المقام، ربما لأن سقف طموحاته، كانت أكبر من أن يحتويه نشاط النادي، وهو ما أثبته مع الوقت، حيث أنه الآن وكما تعرفونه قامة ثقافية نفخر بها جميعًا.

وبين أن الوقت الذي تجددت فيه الفكرة وتقرر تنفيذها مع إخوانه، وهم النخبة من بلدته العريقة بفكرها وعلمها وعلمائها، هؤلاء الذين لم يخيبوا الظن، فكانوا رغم مشاغلهم واهتماماتهم العامة والخاصة عند الوعد والموعد، ينتظرون اللحظة لكي يمضوا، يحمل طائر الثقة عبر جناحيه، بأنه سيكون مختلفًا، ليعبِّروا عن وجه القديح الحقيقي في هذا المجال الرحب - بحسب توصيفه -، وقال: هم الذين في غالبهم، كانوا سباقين قبل فترة ليست قصيرة حين أسسوا ملتقى القديح الأدبي، ونحن هنا وإياهم نستكمل ما بدأوه، وباتجاهات مختلفة لافتة.

وأوضح بأنهم يمثلون الشكل فقط من خلال تشكيلهم اللازم للهيكلة الإدارية، وإلّا فإن الملتقى ملتقى الجميع، يعبرون فيه عما يجول في خيالاتهم الواسعة، وقرائحكم الثرية، لرسم لوحة يتطلع الملتقى، لرؤيتها مكتملةً زاهرة زاهية، من خلال التفاعل، نثر الإبداعات المتنوعة، وكل ما يطرح من مختلف فنون المعارف الثقافية.

وتمنى أن يكون - الملتقى -، إضافة على الحراك الثقافي، سعيًا في الرقي، مواكبًا للرؤى والتغيير المنطلقة بقوة وإيجابية في وطننا المعطاء.

تطلعات وأهداف

واستعرض نائب رئيس الملتقى، والمتحدث الرسمي، الكاتب والناقد المسرحي، عباس الحايك التشكيل الإداري، والأهداف المرسومة، التطلعات التي ينشدها، موضحًا بأنه ملتقى ثقافيًا، ينطلق من بلدة القديح، سعيًا للمساهمة في تحريك الساكن الثقافي، واكتشاف الطاقات التي تعمل في مجالات الآداب والفنون، فتح أبواب التواصل بين أعضاء الملتقى والممارسين والمهتمين بالشأن الثقافي والجهات الثقافية، أهلية كانت أو رسمية.

وبين بأنه يهدف إلى الاهتمام والمساهمة في المشهد الثقافي في المنطقة، من خلال المساهمة في تجديد الحراك الثقافي، واستقطاب الطاقات من المشتغلين في الحقل الثقافي وإبرازها، خاصة من الشباب بكلا الجنسين، الاستفادة من الكفاءات في الحقل الثقافي، وربطها ببعض، وبأعضاء الملتقى، وتأسيس منصة لانطلاق الطاقات الثقافية.

وعن الوجهة التي تشكل الأهداف، أجاب - الحايك -، إن وجهته، تُعنى كل ممارس لأي عمل ثقافي، ينضوي تحت الفنون والآداب، كالشعراء، الكتاب، القاصون، المسرحيون، الرسامون، النحاتون، المصممون، صناع الأفلام، القراء، أصحاب المشاريع الثقافية...

وعن الذي سيقدمه الملتقى عبر شرفاته، أوضح، بأنه يسعى لإقامة مهرجانات وأمسيات وندوات ثقافية، وتنظم جلسات نقاش ثقافي دورية، وتنظيم ورش ودورات تدريبية في مجالات العمل الثقافي - الآداب والفنون -.، تكريم المنجزين في المجالات الثقافية، وإصدار نتاجات أدبية، ودعم الإصدارات الفردية، عبر التسويق لها وإقامة حفلات التدشين، إطلاق موقع إلكتروني يكون منصة نشر إلكتروني، وفتح حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي.

الجمال عينيه وحرفه

جاءت الفعالية المصاحبة، التي شارك فيها مجموعة من الفنانين، وهم: الفنان السيد هاشم العلوي - نحات -، والسيد رضا العلوي - نحات على الخشب والرخام ومدرب نحت -، السيد أحمد السعيدي - نحات ومصمم ديكور، والسيد أنيس العلوي - مدرس فنية، نحات ومصمم ديكور -، والسيد حيدر العلوي - مدرس فنية، وخطاط ونحات على الخشب والرخام -، حيث احتضنت الزاوية اليمنى ركنًا للنحت، أخذت أعمال السيد هاشم العلوي، زاويتها الجماالية، وفي محاذاتها، ثلالث لوحات في الخط العربي للفنان حسن رضوان ولوحتين للفنان السيد ريان - تصوير ودجيتل ولوحه رسم -.

وألقى الشاعر صالح دعبل قصيدة، تغنى بها طروبًا بالملتقى، وتدشبنه، معانقًا الأفكار والتطلعات في حلتها الشعرية، تنساب على دفئ اللحظة الشعرية، والفكرة الطموحة، واحتضان الكفاءات الإبداعية

الختام نافذة ضوء

قال - الحميدي -، في ختام الحفل: هكذا نكون وصلنا إلى نهاية ليلتنا، ونهاية تدشين الملتقى، وانطلاقتنا نحو التنفس من هواء الثقافة والأدب والمعرفة، وهي صرخة نطلقها في وجه الحياة، مبينًا أن عملية التدشين ليست إلا عملية ولادة، والطفل حينما يخرج من عالمه السري، وينفصل عن الأم، يعانق الحياة، ونحن كذلك سنعانق الحياة بكل فنون الثقافة والأدب.

وفتحت النافذة، لتطل من خلال خيوط شمسها الآراء والاقتراحات، عبر مناقشة الحضور أعضاء ملتقى سدرة الثقافي، طموحًا في تعاضد الفكرة بالفكرة، والنشوة الثقافية الأدبية، في أختها الأمل والارتقاء.

لمتابعة آخر أخبار أم الحمام أولاً بأول على جوالك أرسل «اسمك الثنائي» على 0545334968 «مجاناً»