الأقلام رسائل موجهه

اختيار القلم المناسب من الضروريات التي من خلاله توجه رسالة إلى الرأي العام وهذا يتطلب فتح الصندوق والخروج من حيز الذاتية والخصوصية إلى فضاء اوسع بنظرة تتسم بالبصيرة لا بالبصر المحدود، فالشمولية في تدوين الرسائل يحتاج إلى أقلام تعي المفهوم الرسالي للقلم، فكل جرة قلم تعمل مفارقة في أي قضية انسانية واجتماعية أو ثقافية فهي تعمل كالمولد للشرارة التي تشعل الرأي العام ليتفاعل مع القضايا التي يثيرها أصحاب تلك الأقلام، لذلك لابد من أن تكون هناك تعبئة مناسبة للقضية أو الحدث الذي سوف يبسط على الساحة العامة والاجتماعية خاصة الإنساني منها لكونه هنا سوف يتعامل مع العواطف والمشاعر ليصل إلى منطقة الوجدان الإنساني.

فهنا تأتي المفارقة المقصودة، فغالبية القضايا الإنسانية الحكم هو الجمهور فهو من يصدر الحكم النهائي أما بالدفاع أو الهجوم، مما يعني أن قضايانا مرطبة بإثارة الجانب العاطفي أكثر من الجانب العقلاني.

فالمنظور العاطفي هو السائد، مما يولد حالة من التوتر العام في المجتمع أمام أي حدث

ويزيد حالة المخاض المرافقة لأي قضية ألما ومعاناة، بالنتيجة ولادة متعسرة مما يجعلنا نفتقد إلى الكثير من الحلول التي تغذي القضية والحدث، فهذا يعني أن ما يثار في أي جهة إعلامية اتجاه أي حدث أو قضية لابد أن يكون مستند على قرائن وأدلة من مصادر موثقة ورسمية حتى تعطي الحدث مصداقيته ولا تعتمد على نقل الخبر والمعلومة من هنا وهناك، إذ لابد أن يكون ناقل الحدث بمثابة المحقق كونان.

فالخبر الإعلامي يلعب دورا مهما في عملية التغطية للأحداث والقضايا الاجتماعية والثقافية بمعنى الوسيط بين مسرح الحدث والجمهور، فالتحجيم يعمل على تهميش الأدوار الذي يفقد الخبر مصداقيته.

فالمعلومة الصحيحة هي الشريان الذي يغذي الخبر الصحفي ويمده بالمصداقية ويخرجه من دائرة الإشاعات والأكذوبة الصحفية، كالمزايدة على الخبر وتحويله من خبر اعتيادي إلى حدث طارئ، كذلك في حالة الشائعات وتحويلها إلى أخبار عاجلة ليتم تداولها بشكل فوري وسريع دون التحقق من مصداقيتها ومصدر ورودها فمثل هذه الأخبار تكون غير واضحة الرؤية وتشغل الرأي العام بدون هدف.