الوعي ثقافة وطنية واجتماعية

الحكمة والوعي وعدم التعامل بالعواطف وضبط السلوك المجتمعي وتقيده بالشروط الاحترازية أثناء الأزمات يعتبر جزءًا من ثقافة التعامل مع الأزمات. وكذلك ثقافة وطنية ومسؤولية اجتماعية.

اناشدكم يااهل ديرتي:

الدولة عبر أجهزتها الرسمية لن تتصدى لظاهرة تفشي فيروس كورونا لوحدها، لأن طرف المعادلة المهم أيضاً يتمثل بالمواطن، هذا المواطن الذي عليه أن يتحمل مسؤوليته ويقوم بواجبه.

المشكلة أننا نرى حالات تبين التساهل في عملية فهم «مسؤولية المواطن»، وكأن بعض الناس تأخذ الأمور بالمسلمات، وترى أن دورها لا يعني قيامها بأي شيء، وهذا فهم غير صحيح، لأن المواطن إن لم يستوعب أن عليه مسؤولية وأنه شريك في كل شيء، فإننا نواجه مشكلة بالفعل.

اليوم الأرقام التي تعلن، والحالات التي ترصد، خاصة الحالات التي لا تلتزم بعملية الحجر والعزل المنزلي، تبين أن هناك نوعاً من «الاستهتار» غير المقبول في ظل «الاستنفار» الشامل الذي تقوم به الدولة، والذي يتفاعل معه الغالبية.

هناك حالات فردية وجماعية لم تلتزم بالإرشادات والتعليمات، فأدى ذلك لتفشي الفيروس بشكل اوسع مما كان عليه بداية ظهوره في القطيف، وإصابة أناس أبرياء لا علاقة لهم سوى عملية «المخالطة»، وهذا ما أدى لبذل جهود أكبر، كان يمكن تجنبها لو تمثل الجميع بمسؤوليته، ولو التزم الكل بالإجراءات والتعليمات.

«رجاءً»... ثم رجاءً عدم الاستهتار والاستخفاف بهذا الموضوع. وكل مواطن ورب أسرة مسئول عن أسرته.. وعليه اتخاذ اجراءات لحماية أفراد أسرته". من اجل مجتمعه..

كل ما يحصل قد يسبب الإحباط لو كنت أحد عناصر الطاقم الطبي الذي يعمل ويجتهد ويضحي ويخاطر بسلامته، فقط لأجل سلامة الآخرين. إذ أتخيل أن هؤلاء الأبطال من العاملين في السلك الطبي وهم بعد كل التعب والجهد يرون بأن الحالات تكثر فقط لأن الناس لم يلتزموا بمسؤوليتهم.

لذلك رسالتنا ومناشدتنا هنا لجميع المواطنين والمقيمين، بألا تضيعوا جهد هؤلاء الساهرين على راحتكم، فهؤلاء الأطباء والممرضون والمسعفون وغيرهم هم اليوم في «الصف الامامي».

هم يعملون لأجل حمايتكم وتجنيبكم الخطر ومعالجتكم إن لا سمح الله أصبتم بهذا المرض.

نرجوكم لا تضيعوا جهودهم، لا تحبطوهم، لا تصعبوا الأمور أكثر عليهم، فهؤلاء وبسبب وطنيتهم وإخلاصهم للوطن، يخاطرون بسلامتهم لأجلكم، فتمثلوا بدوركم ولا تذهبوا تعبهم عبر الاستهتار والتساهل.

احبتي واهلي:

الالتزام الخالص بالتباعد الاجتماعي، والعمل بالتدابير الوقائية لحفظ الأنفس.. ثقافة لأجل إعادة الحياة إلى وطننا الحبيب.

ومن قيم المواطنة المهمة في أزمة كورونا التحلي بروح المسؤولية، التي هي عنصر أساسي في تكوين المواطنة الصالحة في المجتمعات، والتي تجعل كل فرد في هذه الظروف التي نمر بها يستشعر واجبه في تعزيز سلامته وسلامة أسرته ومجتمعه ووطنه.

وهذه المسؤولية تملي على الشخص ضبط نفسه والتخلي عن بعض العادات والسلوكيات التي قد تعوَّد عليها في المناسبات الدينية والاجتماعية وغيرها لضمان سلامة الجميع، واحترام القانون والالتزام بالتعليمات الصادرة عن جهات الاختصاص لوقاية المجتمع من الوباء، فقد أصدرت هذه الجهات مجموعة من الإجراءات الضرورية الواجبة على الجميع التقيد بها، كما أصدرت الدولة ضمن جهودها في احتواء الوباء لائحة لضبط المخالفات والجزاءات الإدارية لضمان التزام الجميع هذه الإجراءات سواء كانوا أفراداً أو منشآت، والمواطنة الصالحة تقتضي احترام هذه القوانين والإجراءات والتقيد بها والتي تصب في مصلحة الجميع.

المسؤولية الوطنية والاجتماعية هي:

المسؤولية الوطنية والاجتماعيةونحن مواطنين لدينا من الانضباط الذاتي ما يؤهلنا للالتزام بهذه الإجراءات حتى وإن طالت المدة..

إن نلتزم بالمسؤولية يعني أننا نواصل الالتزام بالإجراءات التي وضعهتا وزارة الصحة والفريق الطبي للتصدي لفيروس كورونا «كوفيد 19»...

أن تلتزم بالمسؤولية يعني بأنك شريك فاعل في مسؤولية التصدي لهذا الفيروس.

أن تلتزم بالمسؤولية يعني أنك شريك فاعل مع الفريق الطبي..

فلتلتزم بالمسؤولية من أجلك.. ومن أجل عائلتك.. ومن أجل أحبائك.. ومن أجل وطنك..

لنلتزم بالمسؤولية لتعود الحياة إلى سابق عهدها في القريب العاجل بعد أن نكسب معركتنا ضد هذا الوباء.

حفظ الله وطننا واهلنا من كل مكروه.

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية