معلمات يعملن «تاجرات شنطة» بمدارسهن والتربية تحذر

شبكة أم الحمام ليلى الخميري
معلمة تعرض بضائعها
معلمة تعرض بضائعها

 

 

 

بررن عملهن لتدني رواتبهن

معلمات يعملن «تاجرات شنطة» بمدارسهن والتربية تحذر

دور المعلمة التربية قبل التعليم والغاية لا تبرر الوسيلة

رغم أن «سلوى» أمضت أكثر من 10 أعوام في التعليم، إلا أنها منذ بداية التحاقها بالمدرسة التي تدرس فيها وهي تزاول مهنة أخرى رديفة لوظيفتها الأساسية وهي بيع البضائع والسلع على زميلاتها داخل مدرسة البنات، متنقلة بين غرف المعلمات لترويج بضاعتها بطرق تجذب انتباه المدرسات وتنجح ببيعهن منتوجات نسائية.
هذه إذن ميزة تسويق «سلوى» التي بررت عملها الرديف لمهنتها كمعلمة بأنها تعاني تردي أوضاع أسرتها المادية لتدني راتبها الذي لا يلبي جميع احتياجاتها الشخصية، والتزاماتها البيتية.
«اليوم» رصدت ظاهرة تحول معلمات الى «بائعات» ورصدت بالكلمة والصورة ما يحدث داخل بعض المدارس، كما تابعت رأي المسؤولين بالتعليم في مواجهة تفشي هذه الظاهرة وسط التعليم التربوي.

ضوء أخضر
وقالت المعلمة (ل. م) انها منذ ثلاث سنوات تمارس البيع داخل المدرسة قائلة «اعرض بضاعتي على المعلمات في بداية الدوام ونهايته بعد أن أخذت الإذن من مديرة المدرسة التي اشترطت أن يكون البيع في حصص الفراغ أو في نهاية الدوام منوهة الى ان زميلاتها المعلمات يستمتعن بعرض البضاعة وان لم يشترين، ملمحة إلى أن البعض يترفع من شراء بضاعتي الرخيصة. مضيفة «إلا أنني كنت أمارس البيع لأزيد دخلي بسبب تدني راتبي كوني معلمة متعاقدة وراتبي ليس كمثل المعلمة الرسمية».
وعللت (ف. ت) بيعها في المدرسة لظروفها التي اضطرتها بسبب الديون المتراكمة على زوجها الذي يعمل بمهنة حارس والذي يعاني هو الآخر تدني راتبه وارتفاع إيجار الشقة الذي يزداد عاما بعد عام إضافة إلى مصاريف الأولاد في المدارس .

ماركات عالمية
واشارت (إ.ن) الى أن أكثر المعلمات يرغبن بشراء بضائع ذات ماركات عالمية منوهةالى قيامها بعرض «كتالوج» على زميلاتها وتأتي بالطلبية وتحصل البائعة على نسبة من البيع لأنها عضوة في الشركة، منوهة الى وجود نسبة كبيرة من المعلمات يمارسن ذلك.
واستنكرت المعلمة (أ.م) بيع بعض المعلمات وعرضهن لمنتجات أو ملابس لا تناسب الذوق العام، متسائلة (كيف تعرض في مكان تعليمي وتربوي وتتداولها المعلمات في غرفهن التي يتردد عليها الطالبات).


استغفال
من جهتها قالت الكاتبة والناشطة الاجتماعية افتخار دهنيم إن من يسمحن لأنفسهن بعمل هذه التجاوزات هن من لا يبدين للمجتمع أي اهتمام ويقدمن مصالحهن على مصلحة المجتمع ودور المعلمة هو تربية أجيال المستقبل قبل تعليمهن وإذا تجاوزت المعلمة صرح التعليم واخترقت النظم و«استغفلت» إدارة مدرستها فهي بالتالي لا تستحق أن تكون معلمة جديرة للتعليم.
واستغربت نائبة مديرة مكتب الإشراف التربوي فوزية الشهراني حدوث مثل هذه التجاوزات في المدارس، مؤكدة بأنها تفاجأت بما يحدث، واضافت إن المدرسة مكان تربوي ويمنع منعا باتا البيع والمتاجرة داخل المدرسة سواء كان مديرة أو معلمة أو حتى عاملة، وأشارت إلى أنه في حال ثبت ذلك فإنه يؤخذ تعهد على المعلمة إن كانت تلك المرة الأولى لها.
وطالبت الشهري من مديرات المدارس بتدارك هذه التجاوزات وحلها بطرق تربوية متبعة من خلال توجيه المعلمة شفهيا، وإذا لم ترتدع يحق لمديرة المدرسة تحويل المعلمة للتحقيق مع رفع مذكرة إلى وزارة التربية والتعليم بالأمر، واتخاذ الإجراءات لمعالجة المشكلة ووضع الحلول لها، لكنها استبعدت أن تصل إلى مرحلة فصل المعلمة عن العمل.