صندوق المستقبل السعودي

”نحن نستثمر في مستقبل المملكة والعالم، وغايتنا أن يكون وطننا الرائد للحضارة الإنسانية الجديدة“، كانت هذه الرؤية الحضارية التي بشّر بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهو يُطلق الاستراتيجية الجديدة لصندوق الاستثمارات العامة للسنوات الخمس المقبلة ”2021 - 2025“ والتي ستُسهم في رفع جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.

ويُعدّ صندوق الاستثمارات العامة في المملكة أحد أهم الروافد/ الروافع الاقتصادية الرائدة والذي يمتد لخمسة عقود، حيث أنشئ في عام 1971، وقد أسهم في تأسيس وتمويل الكثير من المشاريع والشركات الوطنية الكبرى ذات الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد الوطني، ومنذ خمس سنوات وبقرار من مجلس الوزراء، تم إعادة تكوين وهيكلة مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة ليُصبح برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليشهد نقلة نوعية وكمية في مسيرة هذا الصندوق الاقتصادي الوطني، كما تم ربطه مباشرة بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وهي خطوة رائعة منحت هذا الصندوق السيادي صلاحيات وإمكانيات أكثر وأهم، إضافة إلى مسؤوليته المباشرة لصنع وتنفيذ الكثير من الاستراتيجيات والإنجازات الوطنية الكبرى.

لغة الأرقام والإحصائيات التي يُتقنها جيداً ولي العهد ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان، تُصاحبها دائماً إنجازات وتحولات في مختلف القطاعات والمستويات، وكأن قدر هذا الأمير الشاب هو وضع هذا الوطن الرائع في صدارة العالم.

صندوق الاستثمارات العامة الذي يُعدّ صندوقاً سيادياً وطنياً رائداً وقادراً على إدارة واستثمار رؤوس الأموال الضخمة في كل أسواق العالم، تمكن من ”تحقيق أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي وتعظيم العائدات المستدامة، فقد ضاعف الصندوق حجم أصوله إلى نحو 1,5 تريليون ريال بنهاية 2020، وساهم في تفعيل 10 قطاعات جديدة، وساهم في استحداث 331 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة حتى نهاية الربع الثالث لعام 2020“، تلك هي أبرز الإسهامات والإنجازات لصندوق الاستثمارات العامة خلال السنوات الخمس الماضية.

أما طموحات وتطلعات هذا الصندوق السيادي الوطني الرائد للسنوات الخمس القادمة، فهي كبيرة وكثيرة، أهمها: مضاعفة حجم أصوله لتتجاوز 4 تريليونات ريال، واستحداث مليون وثمان مئة ألف وظيفة جديدة، والاستثمار في 13 قطاعاً استراتيجياً، وضخ 150 مليار ريال سنوياً في الاقتصاد الوطني، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بقيمة 1,2 تريليون ريال بشكل تراكمي، ورفع نسبة المحتوى المحلي إلى 60 % في الصندوق والشركات التابعة له.

صندوق الاستثمارات العامة يُثبّت طموحاته الكبيرة على صعيد الواقع ويخطو بثبات ليكون الصندوق السيادي الأول في العالم بأصول تتجاوز 7,5 تريليونات ريال في العام 2030، كل ذلك بفضل من الله عز وجل، ثم بحكمة وحنكة قائد مسيرة هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله وبذكاء وإخلاص ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني