أترك أثرا ً قبل الغياب والرحيل «5»

المحور الثالث: السجايا الخُلقية للمرء:

سادسا ً: الصدق

من البديهي أن اللسان هو الأداة، ومنطلق المعاني والافكار، والترجمان المفسر عما يدور في خلد الناس من مختلف المفاهيم والغايات، فهو يلعب دورا ً خطيرا ً في حياة اافرد والمجتمع، وتجاوب مشاعره وأفكاره، ولما له من آثار ومعطيات.

فالصدق هو: مطابقة القول للواقع، وهو أشرف الفضائل النفسية، والمزايا الخُلقية، لخصائصه الجليلة، وآثاره الهامة في حياة الفرد والمجتمع، وهو زينة الحديث ورواؤه، ورمز الاستقامة والصلاح، وسبب النجاح، والنجاة، لذلك مجدته الشريعة الإسلامية، وحثت عليه.

قال تعالى: «قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ» /المائدة - آية 119»، وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» / التوبة - آية 119.

وقد كرم أهل البيت هذا الخلق الرفيع، ودعوا إليه بأساليبهم البليغة الحكيمة:

قال الصادق : «لاتغتروا بصلاتهم، ولا بصيامهم، فان الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه أستوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث، وأداء الأمانة» «1»، وقال النبي : «زينة الحديث الصدق» «2».

آثار الصدق على الفرد والمجتمع:

1 - محبة الله عزوجل «لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا الأحزاب - آية 24

2 - دليل صلاح المرء، عن علي «الصدق رأس الإيمان، وزين الإنسان» «3»، وعنه «الصدق جمال الإنسان، ودعامة الإيمان» «4».

3 - محبة الناس، عن علي «إن الصادق لمكرم جليل، وإن الكاذب لمهان ذليل» «5».

4 - نظام عقد المجتمع السعيد، ورمز خلقه الرفيع، ودليل نبل أفراده.

5 - الباعث على كسب السمعه الطيبة، وحسن الثناء والتقدير.

6 - شيوع التفاهم والتآزر بين عناصر المجتمع وأفراده،

7 - الحياة الكريمة والتعايش السلمي.

8 - تبادل الثقة والإئتمان بين الأفراد وبين البائع والمشتري.

9 - ضمان حقوق الناس.

أقسام الصدق: للصدق صور تتجلى في:

1 - الصدق في القول، وهو: الإخبار عن الشيء على حقيقته من غير تزوير أو زيادة أو نقص.

2 - الصدق في الفعل، وهو: مطابقة القول للفعل، كالبر بالقسم، والوفاء بالعهد والوعد.

3 - الصدق في النية، وهو: تطهيرها من شوائب الرياء، والإخلاص بها إل الله تعالى وحده.

 

«1» الكافي / 2/104/2
«2» أمالي الصدوق 1/395
«3»، «4» غرر الحكم: 1579,1754
«5» غرر الحكم / 3409