لست مجبرا على قبول جميع نصائح الآباء والأمهات

أستخدام أسلوب النصح ينطلق من غايات وأهداف سامية من شأنها أن تؤدي إلى تغيير قناعات وأفكار الشخص المقابل، ولكن الأطراف الأخرى غير مجبورة على اتباع جميع النصائح الصادرة من قبل الآباء والأمهات، لأن هناك فئة من الشباب والشابات لديها نوع من الحرية الشخصية التي تكون متبعة بقيود معينة، وهناك من هو متحرر من جميع القيود وهذا يعتبر أمر خاطئ، فالحرية الشخصية يجب أن تميل للاعتدال وليس التطرف الذي يؤدي للخروج عن القيم الدينية والاطر العرفية والاجتماعية.

فمثلا توجد فئة من الشباب والشابات تنحرف بشكل كبير عن الدين الإسلامي مما يؤدي ذلك للدخول في خانة الالحاد والمثلية، وبعذ ذلك يتم أستخدام اللجوء الذي يهدف للذهاب لدولة محددة بغرض نشر الرذائل النفسية والأخلاقية والدفاع عن حقوق الشذوذ والملحدين، وسبب هذا الأمر هو تساهل آباء وأمهات معينين مع بناتهم وأولادهم من ناحية عدم أستخدام وسيلة النصيحة المتبعة بالطريقة التي تتوافق مع القيم والمبادئ الإنسانية السامية، فهناك مربيين يستخدمون أسلوب التعنيف والعصا والشدة فهذا يؤثر على الأبناء بشكل سلبي، من جهة أخرى أن التساهل الزائد يعتبر شيء خطير جدا، لأن التجاهل والتغافل عن أخطاء معينة يورث الكثير من المشاكل فيجب نصح الأبناء ولكن بشرط أن يكون لدى الموجهين قدرات ومهارات تساعدهم على فهم مختلف الشخصيات الخاصة بالجيل الجديد، وكل ذلك يتطلب الصبر وسعة الصدر ومواجهة الصعوبات والتحديات المعاصرة التي تخلق البلبلة وتشعل نيران الفتنة وتزعزع الراحة والطمأنينة.

فمن هنا من اللازم أن لا تدخل التربية في خانة التفريط أو الإفراط كي لا يصبح هناك نوع من التصادم الناتج عن الخروج الدين، فذلك يجعل الشاب والشابة ضائعين وغير قادرين على تحديد البوصلة بسبب الإصرار على ارتكاب الأخطاء وعدم والتعلم من دروس المربيين، من هذه الناحية يفضل أستخدام الأساليب المحببة واللطيفة عند لحظة توجيه النصيحة «من دون الميل نحو التسلط»، أما بالنسبة لأسلوب الردع والإجبار فيجب أستخدامه في حال وجود حالة من الانحراف الشديد التي تشمل الدخول في خانة الالحاد والشذوذ وغيرها من خانات تشكل منعطفا خطيرا جدا على الحاضر والمستقبل الخاص بالفرد والمجتمع والبلد والعلاقات.

والهدف من العنوان المذكور «لست مجبرا على اتباع جميع نصائح الآباء والأمهات» في هذه النقطة أريد تبيان سلوكيات معينة والتي تعتبر حرية شخصية صحيح أن البعض منها قد يصنف من السلوكيات الخاطئة ولكن لا يمكن أن تشكل خطرا من ناحية خروج الشاب والشابة عن الدين الإسلامي، فمثلا أحيانا لا يملك فئة من الآباء أو لا تملك فئة الأمهات القدرة على منع الأبناء من تبني قصات وتسريحات الشعر، أو تنظيف وإزالة الشعر الموجود بالوجه والجسم، أو مصاحبة أشخاص معينين، وغيرها من سلوكيات أخرى.

فعلى الوالدين أن يتناقشوا ويتحاوروا بطريقة عقلانية وهادئة لها هدف في منع هذه الأفكار الهادمة من التوسع والانتشار، وذلك من خلال معرفة وسائل الحوار والنقاش الفعال «من دون الاتصاف بالصفات الهجومية والعدوانية التي تجعل الطرف الآخر ينفر وينفعل، وبالتالي يرفض التواصل والتفاهم مع الآخر»، فالنصيحة في نهاية المطاف تعتبر بمثابة مضمد للجراح ولكن بشرط أن يكون لدى الناصح مهارات متعددة، والأبناء لديهم الحق من جانب رفض نصائح معينة لأن هناك أمور تتمحور حول التدخل بالشؤون الخاصة، فليس كل شيء يتطلب الاجبار والقبول إلا في حال وجود نوع من المخاطر الكبيرة جدا.