بأي ذنب قتلت

 

قال تعالى في سورة النحل :

﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)

 وقال تعالى في سورة التكوير :

 ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)

تتحدث الآية الكريمة (58 ) عن حال الإنسان إذا بشر بالمولد الأنثى وتبين لنا اسوداد الوجه و من علامته الغضب والغيظ , والآية ( 59 ) توضح لنا ردت فعل متلقي الخبر وهي التواري والاستخفاف بما بشر به  يحتفظ بها البنت أم يحتفظ بها التراب ؟؟؟ كعادتهم في المواليد وتوصف الآية عملهم بالإساءة .

وتبين لنا الآيتين ( 8 , 9 ) موقف المسائلة بين المفعول بها وبين الفاعل وتسأل عن سبب هذا الذنب الذي أفقدها الحياة وهي برعمه لم تتفتح بعد.

وجاء الدين الإسلامي وقلع هذه العادة السيئة من الجذور وكرم الإنسان على كل المخلوقات وأعطى للمرآة كرامتها وأعزها .

وفي هذا العصر المتسارع نحو النمو والتطوير والحضارة المتفتحة على مصراعيها وتحليق كل الثقافات على رؤوس العالم .

ولكن هل قبرت عادة  الوأد بظهور الإسلام ؟

أم نفضت التراب عنها في حلة جديدة ؟

نعم بظهور الإسلام حاربها ونسفها من على وجه الأرض وتبرأ منها وقضى على تلك العادة السيئة , ويعاقب فاعلها من السلطة التنفيذية .

وفي العصور المتقدمة نفضت التراب بحلتها العصرية التي تواكب متطلبات الحياة ولا تقع تحت طائلة المسائلة وعمم المفهوم ليشمل الذكر والأنثى . بإحياء الجسد وموت الروح لينمو الجسد بالغذاء الصحي وتموت الروح مع كل نبضة قلب تنبض بالموت لا

وتؤد بتدمير خلايا المخ بالثقافة المشبعة

والتحلل من كل القيم والخصال الحميدة , وعدم غرس مبادئ الإسلام في الصفحة البيضاء وتتعمق الحفرة وتتسع بين الآباء والأبناء ويتقلص دور الوالدين في توفير كل احتياج الجسد ويغفلان عن الروح بل يغذيانها بكل القيم الخاطئ وتترعرع قوية الجسم مفتولة العضلات مقبورة وهي على وجه الأرض .

هل يدرك الآباء بأن قتل الروح والقيم أعظم وأشد من قتل الجسد ؟

قتل الجسد فيه عقاب في الدارين . وسمو للمقتول .

أما قتل الروح فالعقاب ينبع من ذاتهِ في لحظة ربما فات وقتها .

هل يدرك الأبناء بأنها شملتها الآية الكريمة ؟

﴿ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)

وتقول لآبائها بأي ذنب قتلت ؟؟؟

ملاحظة / الآيات لتوضيح لا لتفسير