التاريخ يشهد للعلماء أربع مئة مليون جصاص

(بسم الله الرحمن الرحيم: اليوم استعمال التنباكو والتوتون بأي نحو كان في حكم محاربة إمام الزمان ـ صلوات الله عليه ـ حرره الأحقر محمد حسن الحسيني) كلمات قصيرة خطها المجدد الأول آية الله العظمى السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي قدس سره الشريف هزت فيها أقوى دولة آنذاك و هي بريطانيا التي كان اسم العظمة يرافق اسمها أينما كان.

فتوى ما كان الناس قد قطفوا ثمارها لولا انقيادهم وطاعتهم لقيادة السماء المتمثلة في العلماء الربانيين أمثال المجدد الأول(قدس سره)، ودفاعهم عن النواميس الدينية، تلك الفتوى التي ينقل آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي(قدس سره) في كتابه (قصص و عبر) أنها دخلت الى بيت ناصر الدين شاه حيث ينقل سماحته أن ناصر الدين كان يبحث عن غليونه الذي اعتاد أن يشربه، ليكتشف بأن النارجيلات قد كسرها خدمه و عبيده و وضعوها أمام حجرة نومه ليراها، فلما سأل زوجته أنيس الدولة فقال لها الشاه: أيتها السيدة! لماذا تعزلين النارجيلات وتجمعينها؟ فأجابت: لأن الغرشة أصبحت حراماً.  فالتفت إليها ناصر الدين شاه وقال لها: من الذي حرمه؟ فقالت له أنيس الدولة: الذي حللني لك! تعني الميرزا الشيرازي(قدس سره).
 

انتصار الأمة بإتباعها أحكام الله:

لا يكون الظفر نصيب الجيش إلا بإتباع القائد، كذلك لا يكون الظفر نصيب الأمة إلا بإتباع الفقيه، فإذا أمر بشيء أو نهى عن شيء، على الأمة الإتباع إن أرادت النجاح والخير، لهذا استطاعت هذه الكلمات القصار التي أطلقها المجدد الأول من طرد الاستعمار البريطاني من إيران، و ذلك لأن الأمة الشيعية التي ترتبط بعلمائها و مراجعها تزهد بروحها في سبيل تطبيقها لأحكام الله التي يفتيها المرجع و الفقيه الرباني.

 

الدفاع عن قيادة السماء:

القيادة الرسالية إنما تكدس حياتها للخدمة والإرشاد والتأسيس، ونحوها، فإن عاضدتها الأمة في أمورها، تقدمت بيسر وسهولة، وتوسعت، وأتت ثمارها الشهيّة للأمة، أما إذا لم يعاضدوها، ولم يتعاونوا معها لم يقدر على إقامة الإسلام، ونشر الأحكام، وأخيراً ترجع الخسارة على الأمة بنضوب معين الإسلام، وتقلص حملته، و لا شكّ من وجود حاقدين وحاسدين وأصحاب الأغراض والأعداء لكل مرجع و عالم دين رباني، فمن اللازم على الأمة الدفاع عن قيادة السماء، في قبال هؤلاء، حتى لا يتمكن المخربون من الهدم، وحتى لا يستمع البسطاء إلى أقوالهم، مما يسبب تحريفهم عن الإسلام و تزليقهم إلى الهاوية[1].
 

الجصاص مثالا للدفاع عن العلماء الربانيين:
 
الأخ المعتقل منير باقر الجصاص و الذي يسكن و أنا أسطر حروفي هذه وكما نقلت وسائل الإعلام السجن الانفرادي، هذا الأخ الأستاذ و المناضل يمثل في زمننا هذا مثال واضح في النضال من أجل الدفاع عن قيادة السماء و كرامة الأمة و قيم الإسلام بالدفاع عن علمائها و التبشير بالفكر الرسالي المسئول، فالمتتبع لكتابات الأخ منير الجصاص و ردوده و تدويناته يعرف مستوى التفكير الشجاع و الحكيم الذي يتمتع به هذا الشاب الرسالي و التي تخلوا كتاباته من لغة العنف بل بالعكس فما يبشر به الأخ الرسالي منير الجصاص هو فكر محبة و سلام و أمن، و دعوته دعوة حضارية خالية من لغة القوة و نيل الحقوق بالعنف.
 
و هنا ندعو المجتمع للوقوف وقفة صادقة للدفاع عن طاقات الشباب التي تهدر في السجون بدون جرم و لا جريمة، سوى أنهم جاهروا بدفاعهم عن علمائهم، ومطالبتهم بحقوقهم الشرعية.

نسأل الله تعالى أن يفرج عن أخونا الرسالي منير الجصاص و أن يحفظ علمائنا الربانيين إنه سميع الدعاء.