هل تؤمنون بالتعددية يامنتدى حوار الحضارات ؟

علي حسن الزين

اشارة إلى المنتدى الذي عقد في حي الحسين في منزل الأخ الأستاذ فؤاد نصر الله  وقد حضر هذا المؤتمر مجموعة من النخبة على مستوى المملكة العربية السعودية من رجال دين وإعلاميين ومثقفين وكتاب وحقوقيين وكان القصد منه تقارب وجهات النظر بين مكونات مجتمعنا السعودي  وأطيافه وعنوان اللقاء حوار الحضارات .

نرجو أن يكون تكلل بالنجاح خصوصا وأنه استلزم مجهودا كبيرا من قبل المعدين  وكان فيه سخاء ا فكريا وماليا وبذل جهد من أجل هذا المنتدى مع أن البعض ممن يدعم هذه الندوات يستشكل ويستكثر  البذل والإنفاق على مجالس أبي عبد الله الحسين وماينفق فيها على الخطيب والطعام والنشاطات الأخرى .

وقد اعتبر الشيخ حسن الصفار  الندوة  بأنها لحظة تاريخية مهمة وأن القيادة السياسية تسعى إلى المشاريع الإصلاحية ودعى إلى دعم المشاريع الوطنية وتحويل الشعارات إلى واقع  وعدم عرقلة هذه المشاريع الإصلاحية ومن هذه العراقيل إشغال المجتمعات بالخلافات المذهبية  والخلافات الليبرالية مع الدينيين . وجعل لبنان والعراق وما أصيبا من ويلات ومآسي وماحصل من إهانة المقدسات وتفجيرها  درسا لتجنيب الوطن والإحتراب والصراعات والصدامات الطائفية.

ونوافق على هذه النظرة ولكن ينبغي التعاون ليس من جانب الشيعة في المملكة فقط ، وإنما يكون من القيادة السياسية وسائر الدوائر في جميع القطاعات  والنظر إلى مواطنيها بنظرة عدل ومساواة من غير تمييز وإعطاء الشيعة في جميع مناطق المملكة سواء في القطيف أو الأحساء أو في المدينة المنورة أو في أي مكان يتواجد فيه الشيعة ومافرضه عليهم تغريبهم في المناطق السنية بممارسة حرياتهم المذهبية من بناء المساجد والحسينيات وممارسة جميع نشاطاتهم الثقافية  بشرط عدم إساءتهم  لأحد وأنا أجزم أن الشيعة أينما تواجدوا في مناطق المملكة يحتم عليهم دينهم ومذهبهم احترامهم لكافة المكونات في المملكة وعلى رأسهم القيادة السياسية وولائهم للوطن وفي مقدمتهم  خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله.

يوجد عندنا كفاءات في الجامعات سواء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أو غيرها  على مستوى علماء وأساتذة مشاركون ومساعدون شيعة ومن المنطقة الشرقية  مهمشون  على سبيل المثال الدكتور محمد المرهون على قدرته العلمية والإدارية ترأس قبل أكثر من ثلاثين سنة قسم هندسة البترول سنوات بسيطة وعلى قدرته ينبغي أن يوضع في موقع مهم  ، والدكتور عبد المحسن الحجي في قسم المالية والإقتصاد  ومن قبل الدكتور عبد الله البراهيم أكفأ أستاذ في إدارة المالية والإقتصاد في الإدارة الصناعية ولم يعط منصب رئيس قسم ويسلم القسم إلى أستاذ حديث عهد بالتخرج . وغير ذلك من الأمور . 

وأنا متعجب أن بعض من يدعو إلى عدم الخلافات المذهبية والتوجهات الأخرى وينقد الخط المحافظ ويعتبره خطا متشددا وسلفيا ويغض نظره  عن الذين يتهجمون على الدين   وعلى علمائه وعلى المتدينين مثل رائد قاسم ونذير الماجد ونجيب الخنيزي الذي يتهجم على بعض الشيعة ويصفهم بطالبان الشيعة وكأن الشيعة تقوم بالتفخيخ والتفجير والإساءة إلى أهل المذاهب الإسلامية  حقدا منه وازدراءا وسخرية وتعاليا .

ونسأل نجيبا  هل أن سماحة  الشيخ فرج العمران وعلماء آل الخنيزي رجعيون و متخلفون ؟  ومنهم من دعا   إلى المحافظة على الحجاب الزينبي ومع ذلك يدعون إلى الوحدة والتماسك وسار على ذلك سلفهم الصالح وأيدهم على دعوتهم الصادقة مراجع الدين وفقهاء الشريعة وكان يضرب بهم المثل في التقوى والمحافظة على الإسلام الأصيل .

المشكلة أن بعض رجال الدين الذين يسمون انفسهم انفتاحيين  يصطفون  معهم ويؤيدونهم ويقولون لابد من التعددية وإختلاف الأفكار ، والحداثيون يهاجمون الدين ورموزه وهم ساكتون عنهم بل يؤيدونهم  باسم الإيمان  بالتعددية.

إذا كنتم تؤمنون بالتعددية فلماذا  تنتقدون الدينيين  أن يردوا على هؤلاء إذا جاؤوا بشبهاتهم وبتهجمهم وبطمس الحقائق التاريخية .
تعرض سماحة العلامة السيد منير الخباز حفظه الله إلى مسألة المحافظة على الوحدة الوطنية وذكر أنه تربطنا رابطتان وهي عشق القيم الإسلامية كالصدق والتعايش والإيمان بالتعددية بود وإخلاص واكتشاف طاقات الطرف الآخر لمعرفة أفكاره والتعدد مظهر للقوة تفر ض على كل طرف احترام شعائره وطقوسه  وعلى الطرف الآخر أن يقرأ كل منهما واكتشاف المنافع وتبادل الإحترام  في القطاعات العملية والتعليمية في المدارس والجامعات والأعمال في المؤسسات الحكومية والقطاعات الخاصة ، وأشار إلى أن أهالي القطيف من الشيعة والسنة في دارين وعنك يتعايشون والإحترام بينهم متبادل والقطيف ترحب بالمناطق الأخرى فهم اخوة لهم في الإسلام وفي الوطن . ونقول أهلا وسهلا بهذه النظرة الثاقبة الصافية التي تدل على صفاء النفس وإلإيمان بالتعددية ولكن المشكلة في التأثيرات على أهالي دارين وعنك المسالمين مع إخوتهم الشيعة غيروا نفوسهم هؤلاء المتشددين ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع كلمة المسلمين ووطننا الحبيب.

وتعرض رجال وطنيون  سعوديون  اعلاميون وأكاديميون  من المدينة وغيرها ودعوا إلى التعايش والإعتراف بالآخر ونبذ الفرقة والتعايش السلمي والإيمان بالتعددية ونحملهم على الخير وصفاء النية . وأما الدكتور عبد الرحمن المحرج ورفيقه الدكتور باسم فقد دعيا المسلمين الشيعة أن يدعو إلى محبة  الصحابة كما أنهم ينشروا فضائل الإمام الحسن والحسين وصفق لهم الجمهور متناسين أن المسلمين جميعا  ليس بينهم خلاف في محبة الحسنين وآية مودة ذوي القربى تأمر المسلمين بمودتهم ولكن الخلاف في مسألة الصحابة  في أن السنة يقولون بعدالتهم جميعا والشيعة تختلف والمفترض مادام يؤمنون بالتعددية  فالمتفق عليه  يكون ليس فيه نقاش والمختلف عليه الكل يعذر البعض على مايختلفون.  فكلام المحرج غير مناسب لمقتضى الحال والتصفيق إما مجاملة  أو تصحيح ماقاله فهي الإنهزامية بعينها.

ونشيد بكلمة العلامة السيد حسن النمر حفظه الله  فهو في الوقت الذي دعا إلى الوحدة الإسلامية والوطنية والإيمان بالتعدد والعيش المشترك دعا وطالب  من القيادة السياسية  إذا كان مشروعها إصلاحيا كما يقول الشيخ حسن الصفار فاليكن على نحو الواقع وليس بالشعارات  فطالب بحقوق المواطنين في الأحساء والدمام كالسماح للشيعة ببناء المقابر  والمساجد والحسينيات  وأي مؤسسة  خيرية . فحياك الله وبياك يا سيد حسن ونحيي فيك الشجاعة وعدم المجاملة على حساب معتقداتك والساكت عن الحق شيطان  أخرس. فقد أمرت بالمعروف ونهيت عن النمنكر بالحكمة والموعظة الحسنة  فشكرا  لك 1000 مرة على شجاعتك واتزانك .

أما الدكتور إحسان أبو حليقة على ماتفضل به إلا أنه جامل الحاضرين من أهل السنة بأنه قال صلى الله على رسول الله واكتفى ولم يصل على الآل. وهذه المجاملة لاتنبغي من رجل له ثقله أستاذ أكاديمي وسبق أن كان في مجلس الشورى والموضع ليس فيه تقية .
ينبغي أن لاينهزم والصلاة على محمد يقر به جميع المسلمين .على أن الدكتور فراج والدكتور العصيل صلى على محمد و الآل .
 
وأما الناقد العباس فمداخلته غير مناسبة لمقتضى الحال حين كأنه عرض بخطاب السيد النمر واعتبره تصعيديا وإشارته بأن الشيعة تختلف في القرية الواحدة وأن خمسة مساجد يختلفون فكلامه غير حكيم وتعريضي بشيعة القطيف إن كان يؤمن بالتعدد فعليه أن لايتهجم .