عادت الأمور لمجراها الطبيعي

«ثلاث حلقات مفيدة في جانب تنمية المهارات المتنوعة في مكان العمل والمجتمع»:

- الحلقة الأولى:

قد تحصل أحيانا للإنسان مشاكل سواء في مكان العمل أو المجتمع وغيرها وسبحان الله بسبب انتهاج الصبر وعدم الخوف من التعامل مع تلك المشكلة يؤدي ذلك لإعادة الأمور لمجراها الطبيعي.

لذا على الشخص أن يتفاءل بالخير وأن لا يصاب بالقلق والهم الثقيل عندما يتعرض لخلاف أو خصومة بينه وبين طرف آخر بل عليه أن يعمل على إصلاح ذات البين ويكون طرف مساعد لأفراد المجتمع أو زملاء العمل في ناحية حل المشكلات.

وهذه الأمور طبيعية وتحصل في كل مكان كما قلنا وهي تحتاج للتعلم من الأخطاء والمواقف حتى لا يكررها صاحبها وبعد ذلك يستمر بارتكاب ما هو سيئ ثم تتراكم عليه المشاكل من كل زاوية بسبب عدم الانتباه والتركيز في التعامل مع الآخرين.

كما يجب السيطرة على الأعصاب عند لحظة الشعور بالغضب حتى لا تتوسع فجوة الخلاف بين الأطراف الأخرى فيؤدي ذلك لجعل الطرف الآخر يتهور فيخسر أمور أخرى، وبهذا الجانب يقود نفسه ومن حوله للسقوط في هاوية الخصومة والكراهية الشديدة.

ومن هنا على الإنسان أن يتعلم على مهارة محددة عندما يتعامل مع زملاء العمل أو أفراد المجتمع، من أجل أن يتوفق وينجح فيتفادى ما يقوده للخسارة والإحساس بالاحباط والعصبية التي تخلق الانهيار النفسي الذي يؤثر على الشخصية والمشاعر والانفعالات.

- الحلقة الثانية:

تم التحدث بشكل عام في الحلقة السابقة عن المشاكل والمشاعر التي يتعرض لها الإنسان في الحياة الاجتماعية والعملية، وفي هذا الجزء النصي سيتم ذكر الإيجابيات والمهارات والأساليب المناسبة في التعامل مع الزملاء في مكان العمل.

من الأساليب والمهارات المناسبة في التعامل مع الآخرين في مكان العمل هي:

1 - لا تعمل على تدمير جهود وعلاقات الآخرين، على سبيل المثال عندما تعمل مع زملاء بمكان محدد وبعد ذلك عند لحظة الذهاب لمنطقة العمل تقوم بإثارة الفتنة والخصومة كأن يتم نقل الكلام والمواقف إلى الأطراف الأخرى أو المسؤولين أو المدراء وغيرهم.

2 - على الزميل أن يبادر بالتحفظ على أسرار من حوله والاستماع للقوانين التي تذكر من قبل زملاء العمل، من أجل أن لا يقوم بارتكاب خطأ يجعله يتعرض للكراهية والحقد الشديد الذي يقوده للخسارة والانهيار العصبي الذي يسبب الإحباط والخوف بسبب التهور.

3 - عندما يحصل خلاف بين زملاء في العمل بادر بإصلاح ذات البين وتحمل المسؤولية ولا تكن سبب في الفتنة وتضييق حل المشكلة بينهم، لأن ذلك يجعل كل طرف يحقد على الآخر إلى أن يصل الأمر لحصول خلافات كبيرة تتضمن المشاجرة والضرب بسبب تبادل نظرات الحقد والكراهية الزائدة عن طريق التواصل بالعينين.

4 - يجب أن لا نغفل عن تجاهل الخلاف لأن ذلك يؤدي للتوجه نحو خلق الضغائن وتشجيع الطرف المتشاجر مع الزميل الآخر على النيل من الطرف الثاني خاصة عندما يجلس في نفس المكان الذي يجلس فيه المتخاصمين، وبالتالي تحدث المضايقة النفسية والتقصد بالكلمات السيئة والوسخة بهدف إثارة أعصاب ومشاعر الشخص الذي يتعرض للاستفزاز.

5 - كن من الشخصيات الثقيلة في التعامل مع الناس، على سبيل المثال لا تتبع حالة الخفة فتبادر بالمزح الكثير المبني على الكلام الفاحش والبذيء، لأن مثل هذا الأمر يفقد الهيبة في الشخصية ويجعل الأطراف الأخرى يسخرون منك ويأخذوا عنك انطباعات سلبية خاصة منذ الفترة الأولى من اللقاء.

- من الإيجابيات التي يكتسبها الإنسان في شخصيته عندما ينتبه إلى مجموعة النقاط التي ذكرت هي:

1 - اكتساب الهيبة والقوة في الشخصية الإنسانية.

2 - اكتساب محبة واحترام الآخرين.

3 - تفادي الوقوع في الخصومات والمشاكل في مكان العمل بنسبة كبيرة.

4 - التعلم واكتساب الخبرة في التعامل مع زملاء العمل مع مرور الزمن.

5 - مع مرور الزمن تتطور لديك مهارة الانتباه، فمثلا عندما تريد إطلاق كلام يجب أن تفكر في النتائج قبل أن تتحدث به أمام الآخرين، لأن كل كلمة تنطقها لها تأثير على شخصيتك ومن حولك لذا عليك أن تنتبه لذلك.

6 - إعادة الأمور لمجراها الطبيعي والتعلم من الأخطاء السابقة، وبذلك يتم ترتيب الأمور الشخصية والعملية.

- الحلقة الثالثة:

تم التحدث في الحلقة السابقة عن كيف يتعامل الفرد مع المشاكل والمشاعر والانفعالات التي يتعرض لها في مكان العمل، وفي هذا الجزء النصي نستكمل الموضوع في مجال الترتيب والحياة والعلاقات التي تكون في المجتمع أو كيف ينمي الإنسان شخصيته عندما يتعامل مع الناس في أي مكان يذهب إليه بالمجتمع.

من تلك الأساليب والمهارات المناسبة في التعامل مع أفراد المجتمع هي:

1 - عندما تلتقي بشخص معين في الحياة الاجتماعية منذ الفترة الأولى من التحدث إليه أجعله يأخذ عنك انطباع إيجابي عن شخصيتك وفي طريقة الكلام التي تستخدمها، فأحيانا بعض الناس تلتقي بهم على أرض الواقع تلقى منهم حركات ونظرات وتصرفات استفزازية في بداية اللقاء أو الجلسة، وأمر كهذا يكون مبني على الخفة وعدم وجود الهدوء والهيبة في الشخصية، وعلى سبيل المثال عندما تذهب لمجلس محدد وتلقى أشخاص محترمين ولكن هناك شخص منهم وسخ ورديء في التعامل وهذا يجب الانتباه منه من اللحظة الأولى، من أجل أن لا يجعلك تنفعل وتتشاجر فيخرب عليك اللقاء مع الأطراف الأخرى.

2 - عندما تدخل مجلس وغيرها من أماكن أخرى بادر بإلقاء التحية «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» ثم بعد ذلك أجعل وجهك بشوشا وطبيعيا في ناحية النظرات بالعينين أي لا تجعله عبوسا، فمثلا تبين لهم من نظراتك إنك مستاء أو غاضب من أمر محدد، وهكذا خذ الأمور ببساطة وهدوء ثم أبدأ بالتحدث بشكل طبيعي دون أن تتوجه نحو الكلمات والمواضيع الوسخة التي تتمحور حول الكلام الفاحش والبذيء.

3 - عندما يمزح معك طرف بكلام فاحش وبادرت بالإحساس إن هناك أمر يضايقك ولم يعجبك لا تخف منه بل قل له: أنا لم تعجبني طريقة المزح الثقيلة التي تستخدمها فلا تتكلم معي بهذه الطريقة، وفي هذا المجال لا تجعله يتمادى عليك ويهينك أمام الآخرين فإذا قمت بالسكوت عنه سيستمر معك، وقل له أيضا: أنا اتبع خطوط حمراء وهناك حدود لا تتجاوزها في التعامل معي فعندما تتكلم معه بهذه الطريقة سيأخذ عنك انطباع إيجابي وحتى الآخرين ستكسب احترامهم فيرونك شخصية ثقيلة في التعامل من بداية اللقاء قبل أن تتضخم الأمور وتصل للمشاجرات بالضرب وصفعات الوجه.

4 - عندما تذهب للمرة الأولى إلى مجلس جديد ومزدحم نوعا ما أجعل طريقة الجلوس الخاص بك طبيعية سواءا كان ذلك على الأريكة أو الكرسي أو الجلسة الأرضية، فلا تجعل الساقين مثلا ممدودة أمام الآخرين فتضيق عليهم أماكن الجلوس المحددة على الجلسة الأرضية أو الأريكة.

5 - لا تقاطع الآخرين عندما يتحدثون عن موضوع في مجلس محدد بل أجعل الأطراف الأخرى تنتهي من الكلام ثم أبدأ بالتحدث عن أي موضوع تريد أن تناقشه كي يستمع لك الآخرين ولا يتم مقاطعتك، لأن كثرة المقاطعة بين المتحدثين قد تسبب مشاجرة وإزعاج وعدم الاستماع ثم الوصول لتشتيت الانتباه بين مختلف الأطراف، وبالتالي يقولون أن هذا الشخص ليس لديه انتباه جيد أو ليست لديه شخصية قوية.

- من الإيجابيات التي يكتسبها الإنسان في شخصيته عندما ينتبه إلى مجموعة النقاط التي ذكرت هي:

1 - اكتساب علاقات إيجابية ومفيدة في المجتمع.

2 - الانتباه لتصرفات الأشخاص السلبيين وعدم الاستجابة للعصبية الشديدة عند لحظة حصول خلاف محدد بينك وبينهم.

3 - معرفة الحل والتعامل بصورة إيجابية مع الخلافات منذ الوهلة الأولى من حدوثها أي قبل أن تكبر وتتضخم.

4 - تفادي الوقوع في المشاجرات التي تشمل الضرب وصفعات الوجه.

5 - إعادة الأمور لمجراها الطبيعي وترتيب الخلافات التي حصلت لك بسبب التعلم من الأخطاء السابقة.

6 - تجعل الآخرين يتعاملوا معك بأخلاق طيبة ويبتعدوا عن ما يضايقك.