زوجي هجرني

الأستاذة / مريم العيد

زوجي هجرني عبارة كثر التلفظ بها، وازدادت القصص المتنوعة في شكلها المتشابهة في مضمونها، ولكنها تبقى حبيسة جدران المنازل، فإحدى النساء تنقل قصة هجران زوجها لها الذي أنجبت منه أربعة أطفال، فمنذ أن حملت بالطفل الرابع إلى أن أصبح عمره سنة لم يعرفها زوجها في الجانب الجنسي، فقد استخدمت كل الطرق والأساليب لإغرائه لكنه عازف عنها، بعد المحاولات  الغير مجدية اعتقدت الزوجة أن زوجها مريض ويحتاج علاجا، لكنها اكتشفت عن طريق الصدفة وجود رسائل غرامية متكررة من قبل فتاة أخرى، فتبين لها أن زوجها الزاهد في ملذات الدنيا يسير في  طريق الحرام.

زوجة أخرى تقول: أن زوجها يسهر على المسنجر ليلا مع عشيقته، ثم ينزعج منها لأنها نامت ولم تنتظره حتى ينتهي من مسامراته، أما الأخرى فيطردها زوجها من غرفة النوم في منتصف الليل حتى يستفرد مع أحدى قريباته بحجة أنه يحل مشكلة عائلية عندها، مشيرة إلى إن المدهش والغريب في الأمر إن حل المشاكل لا تحلو له إلا في أنصاف الليالي!. أما الأخرى فتقول: زوجي هجرني بعد أن تزوج بامرأة من إحدى دول شرق آسيا وعاهد نفسه أن لا يتحدث معي إلا بعد أن يدخلها المملكة باسم خادمة.

نندهش ويصيبنا الذهول وتلوك ألسنتنا من المرأة المتزوجة التي تقع تحت وطأة التهديد بصورها المخلة للآداب، بسبب علاقة غير شرعية كونتها مع رجل أجنبي، ونعتب ونضع اللوم عليها أيضا عندما ينحرف زوجها عن جادة الطريق وينشغل بتكوين علاقات غرامية غير شرعية له.

نلوم الزوجة أنها لم تعمل على إغراء زوجها، ولم تتزين ولم تلبس له، ونحملها سبب وقوع زوجها في حبائل العلاقات الغير مشروعة، ولكن نسكت ونغض الطرف عن الزوج عندما تقع زوجته في هذه الحبائل، ألا يكون السبب هو تعامل زوجها معها والذي لا يتعامل معها كإنسان؟ ولا يعرف كيف يلاطفها ويمازحها؟ آلا يكون هو السبب الذي لم يسمعها إلا لغة التهديد بزوجة أخرى، أو بالضرب ـ لست هنا لتقديم عذر الفسادـ وينسى قول الرسول :(إذا قال الرجل لزوجته أنا أحبك لا يغادر قلبها).

إن التعود والإدمان على طريق الحرام عامل أساسي  لهجران الزوجة، كذلك جهل الرجل بالمواصفات التي  يحبها ويرغب توفرها في زوجته عامل مساعد في هذا الهجران، يقول سلمان نجدي في جريدة الانتقاد الالكتـرونية: "إن هجـر الزوج لزوجته قد يكون سببه الرجل أو المرأة، لكن في الغالب هو الرجل، فالأزواج الذين يلجئون إلى هذا الأسلوب ليس لديهم وازع ديني، برغم الخطأ الفادح لهؤلاء الأزواج إلا أن الزوجة أيضا مسئولة أحيانا عن هروب الزوج وهجره لها، نتيجة عدم توفير المناخ الأمثل له).

ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بتاريخ 28-12-1425هـ أن رجلاً كان قد هجر زوجته، لاستحالة الحياة ولكثرة المشاجرات بينهما، ثم واجه علاقة مع امرأة مجهولة عبر الانترنت بقصد الزواج، وعندما اتفقا على اللقاء وجها لوجه والخوض في تفاصيل الزواج تعرض لصدمة عنيفة، بعد أن اكتشف أن حبيبته عبر الانترنت هي زوجته، وقال لها: أنت طالق، فيما وصفت المرأة زوجها بأنه كاذب.

لم يختلف شيء هنا بين الزوجين سوى إن كل واحد من الزوجين أظهر اللطف والحب واللين للآخر، وتعرف على المواصفات التي يحبها في شريكه، فالوفاق بين الزوجين يُصنع والسعادة الأسرية تُبنى.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابو حسين
[ ام الحمام - القطيف ]: 1 / 4 / 2010م - 1:06 ص
تسمعين شكو النساء بحكم اتصالكي بهم وتفهمين نفسياتهم وعقلياتهم لكونكي امراءه وان الرجل اسمع وارى شكوهم واشتكي معهم اين الخلل اين تكمن الاخطاء هل هيه التربيه من الصغر ام عدم وجود ثقافه زوجيه اضن ان الموضوع اكبر من رجل وامراءه منفردين