أنا سأصبح أشهر كاتب في العالم العربي !!

هل صدقت هرطقتي أخي القارئ الكريم .. ولم لا .. يوما ما سأصبح أشهر كاتب في العالم العربي ، لأني وبكل بساطة ، وفي عشر ساعات فقط اكتشفت أسهل وأسرع الطرق لدخـول عالم الشهرة وفي ( طبق من ذهب ) ... كيف؟ سأخبرك .

البارحة ذهبت إلي المقهى بعد قطيعة دامت شهرين أو أكثر، فاستقبلني أصدقائي بكل حفاوة وترحيب، وما إن جلست ورشفت أول رشفة من الشاي الأخضر( طبعاً بدون سكر )، وإذا بالتلفاز يظهر العجب العجاب، شيخ خليجي حفظه الله مصاب بداء العـظمة ، ويدعي المرجعية ويدعوا الناس إلي نفسه !

كذبت نفسي ولبست نظارتي ( الخاصة بالكمبيوتر ) ، لكن كل محاولاتي باءت بالفشل !

سحبت أذيالي وعدت أدراج الرياح ورجعت إلي  منزلي، لكن بخفي حنين ! إلي أن توسدت مخدتي ونمت.

صحوت اليوم مبكراً وذهبت إلي عملي وشربت كوب القهوة السوداء ( طبعاً بدون سكر ) أديت بعض الأعمال، وفي فترة الراحة أخذت جولة على أخبار النت ، فإذا بعنوان كبير يعتلي القمة من موقع عربي أخباري شهير، يقول إن شيخاً آخر من بني جلدتي حفظه الله ، يريد أن يسجل حلقة تلفزيونية بالقدس ! فـفعلت نفس البارحة ، خلعت نظارتي ونظفتها ولبستها مرة أخرى، والخبر مازال هو هو ! ولم يتغير !

صراحة الشك راودني وقلت ربما أنا مريض ( بنقص السكر ) وهذا لسببين ، أولها أني تعودت شرب (القهوة و الشاي الأخضر ) بدون سكر ، والثانية نظارتي اللعينة التي لاتظهر الحقيقة الجلية ! أو أنا سليم ونظارتي سليمة، والعلة في وسائل الإعلام، فلربما كله محض افتراء على الشيخين الجليلين ، ولنصبر وعند جهينة الخبر اليقين.

 أيعقل هذا ! عشر ساعات فقط تفصل بين خبرين ( خالف تعرف ) وطريق الشهرة أسهل من شرب الماء ، ولو بدغـدغة مشاعر الناس بالدين ، وخاصة البسطاء المساكين الذين لايعرفون من فن الكلام وسحر وسائل الإعلام إلا ظل حرف واحد من مجموعة الألف زاي .

فكيف إذاً أصبح هذا مجتهداً ويدعوا الناس إلي نفسه في ليلة وضحاها ! وهرجه ومنطقه أشعار وأمثال وصلاة بتراء ! وذاك كيف سيزور القدس المستعمرة دون غزة الثكلى لتسجيل حلقة تلفزيونية ( هل الغاية تبرر الوسيلة أو إصلاح ما أفسده الدهر )، أو سيحرج بلادي العزيزة فقط ، والتي تمنع أصلاً التطبيع مع العدو ! وحصوله على  التأشيرة والختم بالعبري تعني الاعتراف بدولة المستعمر التي سترحب به كوسيلة دعائية لأمن وأمان حكومة المستعمر !

ففحصت نظارتي، فتأكدت إنها سليمة مئة بالمئة، فقلت أضرب الحديد وهو ساخن، وهاهي فرصتك كي تصعـد على أكتافهما بقلمك، واحد يمسك لك كرسي الشهرة ببوق المرجعية والأخر بزيارة القدس ... وهكذا أصبح أشهر كاتب بالعالم العربي حصل على الشهرة بمقال !