من حقك أن تحظر هذا الإنسان

إن الصداقة الحقيقية بصورة عامة تعتبر بمثابة طريق يتواجد فيه نور يعطي القدرة على وضع الإنارة في الطريق المظلم الذي يمشي فيه الطرف الآخر الذي دخل في علاقة مع شخص يتوجه للمحبة الحقيقية والصدق والأمانة دون التوجه للخداع والإكثار من الخدمات والطلبات المالية المبالغ فيها.

فإن من حق كل إنسان أن يختار الصديق الذي يرتاح معه، بل أنت حر في الحديث والحوار مع من تستأنس معه عندما تجلس أو تتكلم معه مكان محدد، سواءا كان ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع، ومن هنا على الطرف المقابل أن يكون هادئ الأعصاب ويتحدث بصراحة إذا أراد أن يقطع علاقة مع شخص محدد في الوقت الذي يريده، وذلك بسبب وجود أسباب محددة وواقعية.

ومن تلك الأسباب المحددة التي تبين قطع العلاقة مع ذلك الإنسان الاستغلالي، هي: كثرة الطلبات من قبل الطرف الثاني في مجال المال، وممارسة الحيل والخداع بأي طريقة سواءا كان ذلك في مجال الابتزاز أو التهديد بموقف معين، من أجل استغلال الآخر في مجال المال.

يوجد نوع من الأصدقاء السيئين والذين يعكرون المزاج ويعملوا على تخريب كل لحظة جميلة لدى الطرف الذي كان في علاقة معهم، وهؤلاء يطلق عليهم مسمى المصلحجية الذين يصادقون الناس من أجل المال أو الجمال الشكلي، وكل ذلك من أجل استغلال طيبة الآخر في مجال الخداع بين فترة وأخرى.

وهذه العينة المصلحجية والخائنة قد تتواجد في مجلس أو ديوانية محددة مثلا، ولأن أصحاب النفوس البغيضة الذين يستحقون الحظر في مختلف برامج التواصل الاجتماعي كالفيسبوك أو الواتساب أو السناب شات، وذلك كي يتم التخلص منهم للشعور بالراحة عند لحظة الابتعاد عنهم، هناك أشخاص لا تتمنى فقط أن تتخلص منهم بل تدعي عليهم بالسوء بسبب الأذى التي تعرضت له من قبلهم.

إن هذه الطريقة مناسبة لتعذيب الطرف الآخر بالتجاهل والحقران وعدم الرد على صاحب المصلحة عندما يتوجه لإجراء مكالمة هاتفية، ولأن أفضل أسلوب هو أن يتم أيضا حظر الاتصالات الهاتفية الخاصة بهذا الفرد الذي يبادر بالتواصل عندما يحتاج لمصلحة شخصية أو خدعة جديدة يريد أن يمارسها، من أجل أن يستغل طيبة الطرف الآخر مرة أخرى.

نحن لا ننكر أن هناك أشخاص يستحقون عدم الدخول في علاقة معهم من جديد بسبب التفكير المصلحي الذي يحملوه، وحتى ولو رأيت هذه العينات في شارع بشكل مفاجئ لا تلقي السلام عليهم، ولا تبادلهم النظرات بالعينين، بل كل ما رأيتهم أجعل لديك الشعور بالراحة والطمأنينة وذلك بعد أن تم رفع شكوى لأهلهم وإخوانهم، وبهذا أخرجتهم من حياتك.

اسأل الله تعالى أن يكون لدى كل إنسان صديق وفي يتوجه لعدم ممارسة الخداع تجاهه، وأن يكون لدى كل فرد ”إنسان طيب“، ولا ينتهج مبدأ الاستغلال المبني على المصلحة.