الرياضة قبل القيادة !

الأستاذ / فوزي صادق *

سيدتي الدكتورة نورة الفايز .. نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات .. الموقرة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عملاً بالحديث الكريم ( الجسم السليم في العقل السليم ) واقتداءً بزوجات خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام والصحابيات ونساء العرب، وحيث عهد إلينا ما نقله المحدثون والمؤرخون عنهم في أمهات الكتب وبالتواتر، إن المرأة العربية كانت تمارس الرياضة المتعارف عليها في زمانهم وبحرية ومرأى الجميع، كالجري وركوب الخيل ورمي السهام و الرماح، وتسلق النخيل وضرب الحجر والعدو خلف الحيوانات السريعة ككلاب الصيد والأرانب.

حالياً والكل يعرف هذا مازالت بعض تلك الرياضات تزاول من قبل نساء البادية وممنوعة في المدن ! والمتبحر في الحديث الشريف المروي في صحيح مسلم ( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) يشمل الجنسين ( الصبيان والبنات ) دون استثناء.
 
وأنت أعرف مني سيدتي إننا نعيش زمن المطاعم ذات الوجبات الدسمة المغرية والسريعة، وتفشي فيروس التخمة والسمنة بين طالبات المدارس، فمعظمهن يسكن الشقق الصغيرة ، ويركبن المصعد الكهربائي ويركبن باص المدرسة من والي أبواب منازلهن، وإدمان التلفاز والكمبيوتر، ومن ثم الخلود في النوم (على الشبعة ) تحت أجهزة التكييف .

إذاً الفتاة السعودية مجردة من قاموس عالم الرياضة بمقياس ( صفر ) ! فتصبح بناتنا تلقائياً أفضل بؤرة لتلقي الأمراض المنتشرة بسبب الكسل والخمول وقلة الحركة اليومية، وخاصة أن ديننا وعاداتنا تحدد نوعية الرياضة خارج المنزل ، وتقتصر على المشي في الأسواق ( مع الأكل ) والمشي عند البحر لمن عندهم كورنيش !! لذا الفتاة مهيأة لأمراض السمنة وزيادة الوزن ومرض السكر والقلب والشرايين وهشاشة العظام  .

ولا يخفى عليكم ، إن الرياضة تقوي البنية الجسدية وتنعش العقل وتنشط الذاكرة والتفكير، وتساعد على ترسيب الأملاح المعدنية في العظام فتقويها، وتمدد العضلات وتجرى الدم في أنحاء أجهزة الجسم، وتنظم التنفس وتقوي المناعة، فتقل أمراض الروماتيزم وآلام المفاصل والدوالي المبكرة بين الفتيات، بالإضافة إلي خلق فرص المنافسة الرياضية المناسبة مستقبلاً بين الطالبات.

لذا نتمنى تهيئة صالة مغلقة ( فصل كبير ) في مدارس البنات ليمارسن فيه حصة للرياضة مرة في الأسبوع ، وأن تأخذ الطالبة بدله رياضية مناسبة وفي حقيبة خاصة، وأن يعد لهن برنامج رياضي خاصة يتلائم وجسم الفتاة وقدرتها الحركية، ككرة القدم المصغرة والطائرة والسلة والجري وتنس الطاولة والقفز، وكل هذا مسبوق بتمارين رياضية أول الحصة، وكذلك خلق فرص وظيفيه جديدة للسعوديات ( معلمة رياضة )، ولا أعتقد أن حصة أسبوعية ستؤثر على جدول الحصص أو تزاحم المواد الأخرى، ولا ننسى إن أهم إيجابيات مزاولة الرياضة للبنات ، هو شغل الفراغ الموجود في عقولهن بدلاً من أن يشغله مستعمر آخر ! في عصر الالكترونيات والقنوات الهابطة الموجهة لهن، فأتمنى منك سيدتي دراسة الاقتراح وتطبيقه كتجربة في بعض المدن مع بداية العام الدراسي القادم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد
[ أم الحمام ]: 1 / 6 / 2010م - 12:00 ص
بسم الله ..

أن يكون للنساء غرف مغلقة للرياضة المناسبة..
فكرة..
وهذا ليس موضع تعليقي..

لدي اسئلة :
من بداية المقال إلى كلمة دون استثناء .. أين ذلك من فاطمة وزينب ع ؟

ولا ادري المرأة العربية وزوجات النبي ص هن فقط من تعني؟

وسؤال لأخواني الشباب في الشبكة :

حتى الخمر له فوائده؟
روائي وباحث اجتماعي