سيدة الأخلاق .. جمال فاتن ونيشان براق ..

في زمن ارتفعت فيه أسعار علب المساحيق وانخفضت فيه كل جماليات الصناديق المعنوية، يتوجب علينا أن نحارب هذه الخلخلة التي اختلطت على الكثير فيه أوراق الإنصاف، وبفضل من الله بدأت في الآونة الأخيرة لمسة علاجية لجذور هذه المشكلة، من اجل تصحيح المسارات بطرق ناضجة ترجح القيم والأخلاق، وترجعها في نصابها الرفيع والسامق. 

 
ضجت أغلفة المجلات والكثير من المواقع والفضائيات ولاسيما تلك اللحظة المخصصة " للإعلانات التجارية " بملكات القشر المطلية بألوان زائفة وكأن الصدارة للحاوية دون المحتوى والجوهر، فيا ترى ما قيمة الرمان المعلق في الشجر إن كان من غير للباب؟! فإن كانت الفتاة ثمرة - كما يشير صلى الله عليه وآله وسلم  في حديثه عن الأبكار – فإن الأخلاق هي الجواهر، والسؤال الذي يضج في دواخلنا :  من هي سيدة جمال الأخلاق في منطقتنا ؟!

تتنافس الكثير من فتيات منطقتنا الحبيبة لخوض مقاييس علمية دقيقة ضمن برامج تأهيلية جميلة يقول رئيس اللجنة عبدالله المحسن عن هذه البرامج : " إن البرامج الموجهة للمشاركات ستتناول عدة مسارات وستبدأ الدورة الأولى أو المسار الأول في 2 شعبان 1431هـ وتستمر إلى 13/9/1431هـ

وبين أن الدورة الثالثة والحالية ستتركز على «بر الوالدين» أيضاً وسوف تبدأ البرنامج في 2/8 بمحور «بر الوالدين أساس للشخصية المتزنة» كما سندخل في المحاور بناء شخصية المتسابقات في المستقبل ولن تركز اللجنة على الآنية بل اللجنة تنظرلتعميق الفائدة للمشاركات في حياتهن المستقبلية ومواكبة العصر . "

بينما تشير المديرالتنفيذي للمسابقة خضراء المبارك : " إن انطلاقة البرامج يوم 24/7/1431هـ ستبدأ بيوم مفتوح للجميع يستهدف التعارف بين المتسابقات واللجنة المنظمة القائمة على المسابقة، وأكدت انه سيتم التركيز في الدورات التأهيلية على عدة جوانب منها ما يخص الجانب الروحي وكذلك الحقوق الشرعية للمرأة والعلاقة الأسرية والحقوق العامة والعلاقة الاجتماعية والصحة النفسية والصحة العامة والعمل التطوعي والمهارات العامة والبرمجةاللغوية «علم الطاقة» وثقافة وتطوير الذات والثقافة والتطوير"

لم يكن هذا التنافس حكراً لمدينة معينة أو لون محدد، كما يظن البعض، فهاهي رئيسة اللجنة الإعلامية لمسابقة "سيدة الأخلاق" هيفاء الداوود تقول : أن العديد من فتيات الشرقية بادرن هذا العام للتسجيل بالمسابقة فور السماع عنها حيث شاركت في المسابقة هذا العام فتيات من الدمام والخبر ورأس تنورة والجبيل وأبدين الاستعداد الكامل لخوض المسابقة ومتابعة مساراتها.

وأوضحت أن أعمار المشاركات في المسابقة يتراوح بين 15 إلى 25 عاما وستركز اللجنة في معايير المسابقة على تقديم نموذج للفتاة السعودية المسلمة يركز على جانب مهم وهو جمال أخلاقها والبر بوالديها.."

والرائع في هذا الصدد، ان المتشاركة يمكنها التسجيل والالتحاق من خلال موقع المسابقة : http://www.missmorals.com/
إن مثل هذه المسابقات ترفع الحس الأخلاقي فلقد أشار نبينا الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – لصاحب هذه الخصلة : ( إن أقربكم مني منزلاً  يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا...)، فكثيراً من مشاكلنا اليوم تعالج بإنعاش هذه الخصلة الطيبة، وإذا ما غابت عنا هذه الريحانة فإن المشاكل لا نهاية لها معنا، لا شك أن سيدة الخلق أكرم من صاحبة جمال يزول بعود كبريت صغير، بالأخلاق تستحق أن تقلد الفتاة وشاح " سيدة " كما كانت الصديق الزهراء ابنة الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – عندها فقط يصدق عليها قول الشاعر "حافظ إبراهيم " :

 الأم مدرسة إذا أعددتها              أعددت شعباً طيب الأعراق

فلا قيمة لمدرسة لا تعلم الأخلاق، كما أن الأم الفاقدة للشيء لا تعطيه، آن الأوان أن تصحح المعادلات لهذا المجتمع الناظر للجمال المحسوس، والغافل عن الجمال الأخلاقي الذي لا يُلمس إلا بالتعامل، فإذا كان الدين المعاملة، فإن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – يحثنا على التمسك بذات الدين والخلق، لكونه هو اللباب : "... فاظفر بذات الدين تربت يداك " فإن عُد الجمال حُسناً فإن الأخلاق هو الأحسن في هذا الصدد وهو الحُسن الحقيقي الذي لا غنى  لنا عنه..
نترقب مع المترقبين من ستفوز؟!، ونبارك لها أخلاقها قبل أن نبارك لها فوزها بهذه المسابقة الكريمة الطيبة .