ماء بارد

ريم علي الحاجي محمد

الساعة الرابعة عصرا هو وقت عودته للمنزل الجو ملتهب الحرارة ، الشمس تنثر أشعتها المحرقة في كل مكان والجو خانق حتى السيارة كان كل ما فيها محرق .

انطلق بسيارته بسرعة وكأنه يريد أن يهرب من أعباء عمله لهذا اليوم فقد كان يوما مليء بالأعمال الشاقة ، طوال الطريق كان يتخيل لحظة وصوله للمنزل وانتظار زوجته له وكأس ماء بارد يروي عطشه وينسيه حرارة الجو ، أيضا يحتاج إلى حمام بارد لكي يرخي عضلات جسمه ويريح فكره من توتر وضغوطات العمل .

عشرون دقيقة هي الفترة التي يقطعها بين العمل والمنزل وكانت كافية لكي تذيب الشمس ما تبقى فيه من رمق ، لكنه أخيرا وصل فتح الباب ليسمع صرخات شجار أطفاله في حين استقبلته زوجته بقائمة تطول ولا تقصر من الشكاوى والطلبات .

" يجب أن تذاكر لابنك فغدا عنده امتحان ، نحتاج للذهاب للسوق فالمنزل تنقصه أشياء كثيرة ، التكييف عطلان ، غدا يجب أن تذهب للمدرسة فابنك الأصغر تشاجر اليوم وطلبوا ولي أمره ، أوه نسيت إن كنت تريد الغداء عليك تدبر أمرك بأي شيء من الثلاجة لأن النوم غلبني اليوم ولم أطبخ "

تبدد حلمه البسيط فلم يكن يريد سوى ماء بارد .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زينب محمد أبوتاكي
[ التركيا - القطيف ]: 4 / 7 / 2010م - 5:34 م
هذا مثال للزوجة الغير عاقلة ..وللأسف وجود نسبة ربما كبيرة في المجتمع هكذا لأ تعرف متى الوقت المناسب للحوار ومناقشة مشاكل المنزل ..