الكلباني يتراجع عن تحريم الغناء ويصر على تكفير الشيعة

 بعد حرب التصريحات و السجالات العقيمة التي شغلت الشارع السلفي و السني على حد سواء حول إصداره فتوى تبيح الغناء ,هكذا و بكل بساطة تراجع  إمام الحرم المكي السابق السلفي عادل الكلباني عن  فتوى تحليله  الغناء غير الفاحش  حسب تعبيره و ذلك بعد إجتماع مع وزير الشؤن الإسلامية.  و حسب ما جاء في صحيفة الحياة ,قال الكلباني في حوار سوف ينشر باقي تفاصيله بعد غد ان شاء الله تعالى   "أصبحت مقتنعاً قناعة تامة بأن الغناء الذي رأيت إباحته لم يعد موجوداً، إلا في اليسير جداً، ولذلك فأنا أرى المشتغلين بالغناء فسقة،"  و في المقابل و حتى هذا الوقت لم  يتراجع  الكلباني عن تكفيره الشيعة الذي صرح به عبر تلفزيون  ( بي بي سي ) شهر أيار/مايو 2009، حيث أثار موجة غضب شديدة و إستنكار واسع من قبل  المسلمين الشيعة في الداخل والخارج . و كنتيجة لحساسية الفتوى و موقعية الكلباني كإمام الحرم المكي في تلك الفترة السابقة و أيضا  كغيرها من قبل من فتواى التكفير التي طالت  الشيعة و بالخصوص التي تحولت إلى عمليات إنتحارية ضد شيعة العراق لا سيما بعد سقوط  بغداد على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي حيث  تحول الكثير من الشباب السعودي إلى مشاريع إنتحارية سياسية من خلال منتج عقائدي متطرف لا يستطيع التعايش  مع الآخر,  مما حذا ببعض السياسين و القانونين العراقيين الذين يعيشون حتى هذا الوقت في المهجر,لا سيما  في  أوروبا,  على إنشاء منظمة بأسم  (المنظمة الدولية مكافحة الأرهاب و التطرف الديني ) . و يرأس المنظمة الناشط القانوني علي السراي المقيم في ألمانيا ،وهي معنية بمكافحة كل ما يمت بصلة الى  التطرف الديني و ذلك من خلال تشريع قانون دولي من أجل ملاحقتهم و تقديمهم إلى الجهات القانونية  المسؤلة.

 عودا على بدء , أمام هذه التراجع و القناعة الفريدة من نوعها على أنه كان مخطأً في  فتوى إباحة الغناء , لماذا لم نسمع من الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ, وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، طوال هذا الوقت عن موقفه في تكفير الكلباني إلى المسلمين الشيعة وهو الذي صرح بخطورة التكفير و الإرهاب حيث صرح في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 5 من شهر يوليو في سنة 2008 بعنوان " الإرهاب لا تزال له خلايا نائمة.. ولا مجال للسكوت عن المنحرفين" مضيفا " «أن التكفير وما تبعه من تفجير هؤلاء الغلاة الخوارج، لا بد أن يواجه» إذا لماذا يا سعادة الوزير تكتفي بالحوار وإقناع الكلباني في مسألة لن تؤدي إلى كوارث إنسانية ألا وهي الغناء و تنسى بل تناقض ما كنت تدعو له !. متناسيا الآثار الخطيرة التي نتج عنها ثقافة التكفير التي طالت السلطة السياسية منذ مطلع الثمانينيات المتمثلة في حركة جيهمان و تنظيم القاعدة و باقي الحركات  الإسلامية المتطرفة. في هذا الموقف يكنشف لنا و بوضوح رضى المؤسسة الدينية السعودية عن عدم الرغبه بالاعتراف بأن الشيعة مسلمين مما يؤكد لنا إن ما يسمى بالحوار الوطني وحوار الأديان ماهو إلا شعارات إعلامية براقة  لم تنتج سوى المزيد من الإصرار على ثقافة التطرف و الكراهية . ولا تزال قوافل شهداء العراق في إستمرار دون أدنى شعور بالمسؤلية تجاه فتواى التكفير. و في خبر في موقع شبكة أخبار العراق بعنوان (ارتفاع حصيلة انفجار العبوة الناسفة الى 25شخصا بين شهيد وجريح) كل ذلك يحصل و أمام مسمع و مرئ الجميع ولا يوجد حتى بيان واحدا من قبل رجال الدين السلفيين أو حتى على مستوى المؤسسة الدينية السعودية ,و يستمر مسلسل الكراهية و التطرف حتى هذه اللحظة حيث سنويا تصدر فتاوى تكفر و تبدع كل من يحتفل بذكرى ميلاد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف و قد تناول هذه السنة سماحة الشيخ حسن الصفار هذ الموقف في خطبة الجمعة بتاريخ   11/8/1431هـ و جاء في  سياق الحديث (يكون للإنسان رأي آخر يخالف غيره فذاك حق مشروع ولا مانع منه، ولكنه لا يصح أن يكون بالتراشق بالتهم كالتبديع والتفسيق ما دام الأمر دائراً في مجال الاجتهاد، فلكل فقيه الحق في الاجتهاد وتبيان رأيه حول المسألة )
 
إذا نحن أمام مدرسة متطرفة لا تؤمن بحق  الإختلاف في الإجتهاد و الفكر فارضة رؤيتها  العقائدية و الفكرية على بقايا المدارس الإسلامية  متخذة من  حماية الدين الإسلامي ذريعة لذلك . فهل يتراجع  الكلباني عن تكفيره للشيعة و كيف سيكون  المشهد السلفي السعودي في حال تم ذلك  ؟  أدع الإجابة إليك عزيز القارئ .